Quantcast
Channel: CAPTAIN TAREK DREAM
Viewing all 6153 articles
Browse latest View live

الطاعون يفتك بآلاف المصريين وأعيان المماليك 881 هجرية

0
0

الطاعون.. ذلك الداء الفتاك الذى حذر منه النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- المسلمين، ومن بعده عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عندما فر من الشام بعد أن أصابها هذا “الوباء الأسود”، فسأله أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قدر الله؟، فأجابه عمر: “فرار من قدر الله إلى قدر الله”، ولكن ماذا فعل الطاعون عندما ضرب أهل مصر.

ضرب الطاعون مصر فى عهد الحُكم المملوكى، فى شهر رمضان من العام 881 هجريًّا، ومع قلة الوعى الطبى حينها أخذ الوباء يتزايد بشدّة فى شهر شوال من العام ذاته حتى بلغ ذروته، فقضى على أعداد كبيرة من الأطفال والكبار، فكان من شدّته أنه إذا أصاب شخصًا يموت فى نفس اليوم.

وفى ذى القعدة أخذ الطاعون ينتشر حتى مات بسببه بعض كبار أعيان الدولة، وما يقارب العشرين ألفًا من عامة الشعب من المماليك التابعين للسلطان قايتباى، وانتهى الطاعون بنهاية العام .

قصة انتقال سيف الرسول وبردته من “أثر النبى” إلى “اسطنبول”

0
0

مقتنيات الرسول – صلى الله عليه وسلم- “سيفه، وعباءته، وعصاه”، وغيرها من المتعلقات، التى استخدمها فى حياته الشخصية، كانت موجودة لزمن طويل فى مصر، ولكن هل تعلم أين اختفت؟.

تلك المتعلقات المقدسة، كانت موجودة فى مصر بإحدى المناطق الشعبية التى تسمى بـ”أثر النبى”، ظلت هذه المتعلقات وفقا لما جاء فى موسوعة السيرة النبوية لابن هشام، فى مسجد أثر النبى بحى الساحل بجنوب القاهرة حتى دخل العثمانيون مصر عام 1516.

حين هزم السلطان العثمانى سليم الأول، السلطان المملوكى “قنصوه الغورى”، وقتله فى معركة مرج دابق، ثم هزم طومان باى فى معركة “الريدانية”ودخل القاهرة وأسر المتوكل الثالث، وأخذه إلى إسطنبول وكانت بحوزته كل متعلقات النبى صلى الله عليه وسلم.

بعد آسره، وافق الخليفة المتوكل على التنازل عن لقب “خليفة المسلمين”عند موته للسلطان العثمانى، وتنازل معه عن آثار الرسول – صل الله عليه وسلم- ومنها سيفه وبـردته وبموت المتوكل عام 1534، انتقلت الخلافة الإسلامية إلى العثمانيين لتمكث فى دولتهم حتى 1924، وقد خصص العثمانيون القصر الثالث فى قصر “طوب قبو”لعرض متعلقات النبى وأثره، وما زالت هناك حتى اليوم.

موسوعة التحنيط فى عصر المصريون الفراعنة القدماء والمُدة الزمنية التى استغرقها الفراعنة لتحنيط جسد واحد

0
0
N5Z1G17D21O4G17D54X1D21O1Z1W24M33Z1D21

"السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين."

من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي)

علم التحنيط فى مصر القديمة


كان وما زال تحنيط القدماء المصريين لأجساد ملوكهم والشخصيات المهمة لغزا حير علماء الآثار وعلم المصريات فى العالم بأسره، فقد اختلف العلماء فى تفسيرهم لأسرار عملية التحنيط، والمواد التى استخدمها الفراعنة فى تلك العملية، ولكن هل تعلم ما المدة الزمنية التى استغرقها الفراعنة فى تحنيط الجسد الواحد؟.

كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه  كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه

يعتبر التحنيط في مصر القديمة

سر من اسرار الفراعنة التي سوف يظل الانسان يتلهف الي معرفته لفترة طويلة وبالرغم من الدراسات الكثيرة التي أجريت علي هذا العلم 

لم يستطع الانسان في عصرنا الحاضر التوصل بكل دقة الي معرفة سر التحنيط وكل ما نعرفة عنه عبارة عن بعض الدراسات التي اجريت علي المومياوات بالاضافة الي ما كتب في البرديات القديمة وما قاله هيرودوت


كل ما توصل اليه العلم الحديث في كشف اسرار التحنيط الذي سوف يظل سر للابد مثله كمثل بناء الاهرامات وتعامد الشمس علي وجه رمسيس 

التحنيط في اللغة العربية كلمة اشتقت من كلمة (حنوط) والحنوط هو كل المواد التي تساعد علي حفظ الجسد من الفساد؛ وعندما يحنط الميت جسده اى يعالج جثته واحشائه بالحنوط كي لا يدركها الفساد والحناط الحنوط كل طبيب يمنع الفساد.

أما الجسم المعالج بالتحنيط فيعرف ب((المومياء)) أي ((mummy))


فمن أقدم تعبيرات المحافظه على الجسم عند قدماء المصرين هي((وت أو وتي)) التي ظهرت منذ بدايات الكتابات المصرية القديمه حيث تكونت من رمزين صوتيين الواو والتاء, وتعني يُكفن أو يلف اللفائف.

أما التعبير الآخر فهو لفظ ((mummification)) التي أشتقت من موميا أو مومياء حيث أنها من أصل فارسي تعني أسود اللون فقد لوحظ في القرن((5 ق.م.)) أن الأجسام تحولت بعد تحنيطها الى اللون الأسودلذلك أطلق على الجسد المحنط مجازاً أسم مومياء لما يعتريها منسواد يشبه القار المعدني ((الإسفلت)) وهو اللون المعروف للماده التي وصفها ((دسقوريدس)) وذكر أنها تسمى مومياء, ويذهب ((الفرد لوكاس)) الى أن هذا اللفظ ربما كان فارسياً بمعنى القار وأنه اطلق في العصور المتأخره على الموامي المصرية لقرب لونها من القار*غير أن هذه التسمية خاطئه وذلك أنه لم يعثر على قار إلا في مومياء واحده من العصر الفارسي وأن كان قد أستعمل في عصر الرومان والإغريق ومن المحتمل أن سواد القار والراتنج هما سبب هذا الخطأ الذي وقع فيه بعض الآثاريين


.وكذلك قيل أنها مشتقة من كلمه عربية أو مستعربه, مومياء أي الزفت والقار لأستعماله في عمليات التحنيط , وربما أخذت من موم الفارسية التي تعني الشمع .ومن التعابير الأخرى أيضاً الكلمه الأغريقية ((embalming)) أي أغراق الجسد في البلسم وهي ماده شاع أستخدامها في العصر الإغريقي بتحنيط الجثث*.


.أما أشهر المفردات المعبره فهي مفردة التحنيط وهي كلمه عربية أشتقت منها كلمة حنوط ومنها جاءت لفضة حانوطي, هو الشخص الذي يقوم بدهن النعش والجسد .وقد دعى المصريون القدماء الجثه المحنطه اللملفوفه والمعصبه بالكتان بأسم ((قس)) _بفتح القاف_حيث صار بالقبطية بصيغة((كوس)) كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه


"لا تفتح التابوت، سيذبح الموت الأسود بجناحيه كل من يبدد سلام مرقد روح الملك الأعظم"

هذه العبارة لاحظها عالم الاثار هاورد كارتر في مقبرة توت عنخ آمون، احد فراعنة السلالة المصرية الثامنة عشرة، وهي تحذير خطير للغاية، ولكنها لم تؤخذ على محمل الجد. الا ان ما حصل

 للعديد من الذين ساهموا في اكتشاف المقبرة واهتموا بشأنها جعل الكثير من الناس تعتقد ان هناك لغزا يحوم حول مومياء ذلك الفرعون الذي حكم مصر للفترة من (1334-1325 ق.م) وتوفى او قُتل وهو ما يزال في السابعة عشر من عمره. فقد اطبق الموت بجناحيه على العديد من المساهمين في اكتشاف المقبرة ومنهم اللورد "كارنافون"، ممول مشروع البحث عنها، الذي وافته المنية بسبب حمى غامضة في نفس الليلة التي اُقيم فيها حفل افتتاح المقبرة في القاهرة. وما يزال ما جرى للذين ازعجوا الفرعون الشاب لغزا يُحيّر الكثيرين ويُعرف بــ "لعنة الفراعنة".

وكانت بمثابة تعويذة صريحة من كتاب الموتى لتحفظ جسد وممتلكات المؤمياء لتحذير كل من تسول له نفسه الأقتراب أو العبث بحرمة الموتى من المومياوات

العقيدة المصرية وفكرة حفظ الجسد

إن المصريين القدماء أول من أعتقدوا بخلود النفس وامنوا بأن النفس لا تموت واعتقدوا بإن الأنسان عبارة عن عدة مراحل تبتدئ بالميلاد ثم الكبر ثم الشيخوخة فالموت ثم الميلاد مرة اخري.ولقد استمد المصريون القدماء هذه العقيدة من الطبيعية التي تحيط بهم:-

كامل مصور التحنيط الفرعونيه اسرار الفراعنه

1- كالشمس عندما تشرق فهم يعتقدون بإنه وقت ميلادها لذلك بنوا مساكنهم ناحية الشرق وعند ما تغرب فهو موتها ولذلك بنوا مقابرهم ناحية الغرب وهي بذلك تشير للعالم السفلي.

2- نهر النيل الذي كان يفيض فيروون زروعهم ثم ينحسر ثم في العام التإلي يفيض مرة أخري وكانوا يعتقدون بأن الانسان الميت عندما يعبر النيل فأنه يتخطي علي المصاعب التي ستواجهه بعد الموت.

3- الزرع عندما يتم بذرة ثم يكبر فيحصد ثم في العالم التإلي يتم بذرة ويكبر ويحصد مرة أخري .

وسائل ضمان البعث والخلود عند المصريون:-


1- الروح وسموها (البا) وهي روح الميت وقد رسموها علي شكل طائر ولكن بوجه الانسان الميت وكانوا يعتقدون بان هذه الروح منبثقه من الإله وأنه لا فرق بين ارواح الفراعنه وبين أرواح الألهة حيث أن ارواحهم لم تخلق فقط للأجساد التي حلت بها وانما حلت أجساد قبلها وستحل في أجساد بعدها فهي سرمدية لا تموت ولا تغني.

2- القرين أو الجسم الثاني وسموه (الكا) وقد رسموها كذراعين مرفوعين إلي أعلي وهي علي صورة الشخص ذاته وعلي هيئة وشكله سواء كان طفلاً أو رجلاً أو امراءة ويخلق مع الجسد ويولد معه ويسكن القبر معه بعد الموت وتستطيع مصاحبة النفس إلي محكمة أوزوريس وإلي الجنه وتصبح إلهاً حيث يتم تقديم القرابين لها وتحنط لها الجسد وكان المصريون القدماء يكثرون من ثماثيل الميت في المقابر لانه في اعتقادهم أنه لو فنيت الجثه المحنطة حلت في التماثيل المنحوته واذا فنيت تلك التماثيل فنيت معها (الكا). والكا تدخل من الباب الوهمي ومتي تلا أهل الميت والكهنه الآدعية والصلوات دخلت الكا في جسد الميت وتغذت علي الأطعمة والقرابين المقدمة وكان المصريون القدماء لا يعتقدون بيوم الحشر وانما من مات قامت قيامتة.

3- القلب واسموة (أيب) وهو علي شكل جعران وهذا القلب يذهب بعد الموت إلي محكمة أوزوريس حيث يحمل في الكفة الثانية للحسنات والسيئات والكفة الأولي ريشة الأله (ماعت) فاذا كان قلب المتوفي صالح أعيد له قلبة وصار مع أوزوريس جنته وصار إلها واذا كان فاسداً ذهب إلي الجحيم حيث ياكلة الوحش الجهنمي.

4- الجسد واسموه (غت) وكانوا يحافظون عليه بالتحنيط.

5- الظل وأسمو (شوت) وكان يدخل ويخرج مع الكا من وإلي المقبرة

6- الاسم واسموه (رن) وكان ينقشونه في مقبرة الميت حتي تتعرف الروح علي صاحبها وكان الابن الأكبر للرجل المتوفي يخلد أسم والده عن طريق صالح الأعمال.

7- النوراينة واسموها (آخ) وهي قوة تعطي للشخص عندما يعمل الأعمال الخيرية والصالحة.


التحنيط عبر العصور

1- عصور ما قبل الأسرات: 

دأب المصريون أن الروح التي تركت الجسد عند الوفات ستعود وتتعدته ثانية فقدالقدماء علي الحفاظ علي جثث موتاهم بالطرق الطبيعية فقط ولم يلجاوا إلي الطرق الصناعية . ولهذا كانوا يكتفون بدفن الموتي في حفرات في الارض الرملية بالصحراء ، بحيث تكون ملفوفة في عدة طيات من الكتان أو جلد الحيوانات المختلفة أو ببعض اغصان الجريد المنزوع من النخل. وكانت الحراراة الشديدة المختزنه في رمال الصحراء كفيلة بتجفيف الجلد والأحشاء الداخلية وساعد ذلك علي حفظ الجثة من الفساد والتحلل كما هو ظاهر في الجثث التي اكتشفت والمعاصر للفترة ما بين 8000- 5000ق.م. وظلت هذه الطريقة الطبيعية لحفظ الجثث بدون تغيير إلي بداية عصر الاسرات حيث دأبوا علي تزيين الجثث بالأساور الملونه ولفها بعدة طيات متعاقبة من الكتان المنسوج كما هو ثابت طوال الأسرة الأولي.


العصر العتيق:

وخلال الأسرة الثانية فقد خطوا خطوة إلي الأمام حينما وضعوا الجثه في صندوق خشبي بعد تغليفها تماماً بأشرطة عريضة من الكتان المنسوج تبلغ العشرين طية مع العناية بتغليف كل ساق علي حدة بطيات من القماش بحيث يتخلل كل طية كمية كبيرة من ملح النظرون الجاف (لامتصاص الماء).


عصر الدولة القديمة: 

(من 2900-2600ق.م) نجد ان المصرين القدماء أحرزوا (اثناء الأسرة الثالثة) تقدما كبيراً في فن التحنيط وذلك عندما قاموا بتغليف الجثة بعدة طيات من قماش الكتان بحيث تكون أول لفه منقوعة مسبقاً في راتنج منصهر ثم تضغط بقوة علي الجسد بحيث تاخذ نفس الشكل وتترك لتكون مكونه بذلك طبقة سمكية صلبة حوله وذلك بعد تفريغ الاحشاء الداخلية وحشوها بالكتان المغموس في الراتنج المنصهر. بدهن عطري خاص فيما عدا الظهر حيث يدهن بدهان عطري آخر، في حين توضع الأحشاء الداخلية في أربعة أوعية جنائزية خاصة مملوؤة بمحلول من ملح النظرون ، أما داخل الجمجمة فانهم كانوا يملأونه بمختلف أنواع الادوية والأعشاب العطرية.

كما كانوا قبل تفريغ احشاء الجسد يقومون بنقعه كاملاً في ملح النظرون لمدة أربعين يوما تزيد إلي سبعين يوما في أحيان كثيرة.

أيضا بدات في الظهور خلال تلك الفترة ، أول محاولات فنية لتلوين الوجه بمختلف انواع الأصباغ.



عهد الدولة الوسطي: 

قام المصريون بحقن الجسد بمادة واتنجية منصهرة عن طريق فتحه الشرج.ومن الطريف أن بعض المومياوات كانت تحمل ثار الوشم بعد الوفاه.في حين أن الوجه كان مغطي بطبقة صلبة لاصقة تماماً بالجلد. وكان الشعر مصبوغا باللون الأخضر وكذلك الشارب والذقن وكل الوجه مصبوغاً باللون الأصفر.


كذلك كان الجسد جميعه يغلف بطبقات عديدة من قماش الكتان المغموس في راتنج منصهر في حين أن داخل الجسد كان يحشي بنشارة الخشب مخلوطة بالكتان والراتنج علي هيئة كرات كبيرة بحيث تكون الشرائط الكتانية الخارجية مغطاة بطبقة راتنجية حمراء في حين أن الشرائط الداخلية سوادء اللون وبها بلورات ملحية وكذلك كان الوجه يغطي بطبقة كثيفة من الراتنج.


ومن الجدير بالذكر ان عملية تفريغ الجمجمه في ذلك الوقت كانت غير مستخدمة بعد، وكان

الفم وفتحتا الآنف والعينان تحشي بمزيج من الكتان والراتنج، وعمدوا كذلك إلي وضع الاحشاء في اوان جنائزيه مملوءة بالراتنج المنصهر ، أما اصابع إليدين والقدمين فكانت مغلفة تماماً خشبية أن تنفصل عن الجسد أثناء نقعه في ملح النظرون، كما جري


استخدام محلول الحناء المائي بكثرة في صبغ الجلد كمجفف له ، واثناء عصر احتلال الهكسوس لمصر (1788-158ق.م) تداخلت بعض العادات الجنائزية الأسيوية في الحياة المصرية القديمة بحيث اثرت قليلاً في طريقة التحنيط فأصبحت الايدي والأرجل تغلف كل علي حدة (وليست مضمونه علي جانبي الجسد ويخلف كله مري واحدة في حين انهم قاموا بحثو التجويف البطني بعد تفريغة بالكتان (وكان تفريغ التجويف يتم عن طرق فتحة جانبية في البطن) ولم يقوموا بتفريغ جمجمة الرأس واكثروا من استخدام التوابل العطرية في دهان كل أجزاء الجسد.

    
أما في عصر الامبراطورية الحديثة:

فقد تطور التحنيط تطوراً كبيرا فنجد في الأسرة الثامنه عشر .فقد انتشرت طريقة تفريغ جمجمة الرأس كجزء اساسي من عملية التحنيط كما ذكرة هيرودوت ثم قاموا بحشوها بشرائح من الكتان المغموسة مسبقاً في الراتنج المنصهر من خلال فتحة الانف أو من خلال ثقب في مؤخرة العنق بحيث كانت الفقرة العليا منها تنزع بدقة متناهيه مما يدل علي أن المصريين القدماء


كانوا علي درجة كبيرة من التقدم في الجراحة ، كما زاد استخدامهم لكميات كبيرة من الراتنج بغرض الحفاظ الجيد لجسد المتوفي عند ما يجف.وشاعت طريقة غمر الجسد كله في حمامات خاصة رأسية مملوءة بملح النظرون لمدة (40) يوم بحيث يكون الجسد في وضع (راسي) وخلال الفترة تنفصل البشرة الجلدية عن الجسم حاملة معها الشعر.كذلك شاعت عادة تغليف الاصابع برقائق من المعدن أو من شرائح كتانية مثبته بخيوط باحكام تام خشية انفصالهم وسقوطهم والثاني ضياعهم نهائياً. اما فروة الرأس فكانت دائما متواجدة بسبب تخمر الجسد كلة في ملح النظرون وابقاء الراس بأكملة خارج الحمام الملحي.


وفي أثناء الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين: كانت مواد التحنيط المستخدمة بعد أخراج الجسد من حمام ملح النطرون وهي الكتان وشرائح من قماش الكتان المشبعة بالراتنج ونشاره الخشب المخلوطة بالراتنج المنصهر والرمل المخلوط بالراتنج وحشو التجويف البطني والمكون من نبات الشيبة.

وقد وجد بعض المومياوات مغطاه تماماً بطبقة كثيفة من الراتنج.فيما عدا الرأس والتي كانت تحوي بصلتين صغيرتين مكان العينين.

وفي عهد الأسرة الحادية والعشرون: حدث تطور سريع في فن التحنيط ادي إلي محاولة المحنط بكل ما في طاقته وفي وسعه الحفاظ علي المظهر الخارجي للجسم وذلك عن طريق تغطيتة بمزيج من الصمغ.


وكذلك عمدً إلي وضع أعين صناعية في تجويف العيون مصنوعةمن الزجاج او الفخار المحروق الملون او الاحجار الكريمة.

أما الاحشاء الباطنية فقد حفظها في اوان فخارية جنائزية واكتفوا بلفها مع بعضها ثم توضع في التجويف البطني مرة اخري وحشو الفراغ المتبقي بنشارة الخشب.

أما في عصر الأسرة الثانية والعشرون والعصر المتأخر فقد قلت جودة التحنيط في هذه الفترة ويعبر عصر الدولة الحديثة بمثابة عهد النهضة المصرية القديمة ونتج عن ذلك:-


حدوث تطور كبير في فن التحنيط فقد:-

1- أحداث فتحات جراحية دقيقة في الجسم مثل عمل فتحه في مؤخرة العنق وازالة الفقرة العظمية العنقية الأولي.

2- أجراء عملية جراحية علي مستوي واسع لتفريغ محتويات الجمجمة .

3- اجراء التجارب العلمية المختلفة علي المواد المستخدمة في حشو الجسد .

4- احداث فتحة في مؤخرة الجمجمة لطرد الارواح الشريرة.

5- كثرة استخدام الرتنج وملح النطرون وأنواع اخري في الأملاح.

6- استخدام الصمغ كدهان للجسد.

7- الاهتمام الكبير بالمعالم الخارجية للمومياء.


اما عن مكان التحنيط:

هذا المكان كان ينقسم إلي ثلاثة اقسام


الأول : كان مباح لدخول الجميع وكان يحتوي علي الادوات الصناعية المطردة.

الثاني : هو لا يدخلة الا المدرس الذي يقوم بعملية التشريح.

الثالث: وهي مكان الذي توضع فيه المواميات المحنطة وتسلم بعد تحنيطها إلي اهلها.ويبدو أن محل التحنيط كان مكاناً مؤقتاً علي هيئة خيمة تقام للمتوفي المراد إجراء عملية التحنيط له.وعندما تنتهي العملية تتم أزاله هذه الخيمة وكانت تقام في الغرب قريبة من مكان الدفن وكان يطلق عليه اسم (خيمة الرب) اما الكلمة المصرية التي كانت تطلق علي مكان التحنيط كله هي "وعبت"المعني الطاهر"أو كلمة اخري بمعني "دار الأله الطاهر" .


أنواع التحنيط

ينقسم التحنيط إلي نوعين

1-انسان 2- حيوان

والانسان ينقسم إلي (ملوك وافراد) وتوجد ثلاثة انواع لتحنيط الأفراد

1- نوع غإلي 2- نوع متوسط 3- نوع رخيص

أما الحيوان : -

فقد قام المصري القديم بتحنيط الحيوانات المقدسة مثل بتاح في صورة عجل والاله أمون في صورة كبش والالهة حتحور في صورة بقرة.


عملية التحنيط

أدوات التحنيط:

تشمل الآلات الجراحية التي استخدمها قدماء المصرين في الاغراض الطبية بصفة عامة ومنها العمليات التشريحية الخاصة بالتحنيط.

1- الأزميل وكانون يثقبون به العظمة المصفوية بالانف


2- القضيب علي شكل سنارة ليقطعوا به أغشيه المخ (الجفت)

3- المشرط: استخدمت لعمل الثقب الجانبي بجدار البطن لاستخراج الاحشاء

4- المقص والابر والملقاط والموس:- تستخدم لقطع الحجاب الجانبي لاستخراج الرئتين وفصل المعدة والأمعاء والكبد والطحال والمثانه بعضها عن بعض وابرة الحياكة التي استخدمها لخياطة شق البطن.


5- الفرشاه: لتنظيف فراغ البطن بعد استخراج الأحشاء والتي استخدمت ايضا لعلاج الاحشاء وكذلك لعلاج سطح الجسم بالراتنج المنصهر.

6- أواني الاحشاء (الكانوبية)


هي أوعية من الفخار كانت تستخدم لحفظ احشاء الميت عند نزعها من جسمة اثناء التحنيط وهي تتكون من الرئتين والكبد والأمعاء والطحال كانت تحفظ في محلول ملحي في صندوق .

وأقدم الأمثلة علي ذلك هو الصندوق المرمر المربع المقسم إلي اربعة اجزاء الخاص بالملكة (حتب حرس) وعثر داخل الصندوق علي بقايا احشاء محفوظة في محلول ملحي . وفي الدولة الحديثة كانت توضع الاحشاء في اواني ذات اغطية علي هيئة رؤوس بشرية ثم وضعه في


توابيت ومن أهم الأمثلة علي ذلك التوابيت الصغيرة الخاصة بالملك توت عنج آمون المصنوعه من الذهب. وفي نهاية الدولة الحديثة وبداية الأسرة 21. أخذت الأواني ذات أغطية علي هيئة أولاً حورس الاربعة . وقد ارتبط كل اناء منهما بجزء خاص من أجزاء الجسد ويأخذ المعبودات الآربعة وهي كما يلي:

1- امستي (راس أنسان) للكبد


2- حابى (راس قرد) للرئتين


3- دوا- موت - أف (رأس ابن أوي) للمعدة


4- قبح – سنو – أف (رأس صقر) للأمعاء


اما عن تسمية اواني الاحشاء باسم الآواني الكانوبية . فذلك يرجع إلي منطقة كانوب وهي مدينة ابو قير الحإلية بعد الاغريق. وكان معبودها المحلي يأخذ شكل أوزير في هيئة أناء مصمت ، تعلوه رأس أوزير. ولما كان هذا التمثال يشبه أواني الاحشاء . ولا سيما بعد تغطيتها بغطاء الرأس الأدمي، ولذلك أطلق علي هذه الأواني اسم الآواني الكانوبية.

1- الخطاف لعمل طقسة فتح الفم :-


هي أهم الطقوس الجنائزية حين كانت تتم هذه الطقسة علي مومياء المتوفي قبل دخولها المقبرة مباشرة لاعادة القوي الحيوية لكل اعضاء المتوفي حتي يتمكن من أستقبل الروح،كان يعتقد انهما سوف تمنح الشخص الذي يعيش في الحياة الآخري قدرة كاملة علي استعمال فمة ليشرب و ويأكل ويرشد الناس يقوم الكاهن المرتل "سم"بإداة الطقسة 

- التوابيت:

كان التابوت احد الاشياء الضرورية للدفن في مصر القديمة فهو واقي لجسم المتوفي من رمال الصحراء . واختلفت التابوت بأختلاف العصور وانتشر التابوت في هيئة ادمية مع بداية الدولة الحديثة والمزود بقناع يصور ملامح الوجه ومزخرفة بفقرات من كتاب الموتي وهناك التابوت المستطيل.


مواد التحنيط

1- النطرون: هو عبارة عن مزيج من كربونات وبيكروبات الصوديوم وكان يستخدم علي هيئة محلول أو ملح جاف لتجفيف الماء الموجودة في الجسم.

وكان يوجد في ثلاث اماكن 1- النطرون 2- البحيرة 3- اقليم الكاب باسوان

2- الجير: ظن انه استخدم لازالة البشرة والدليل علي ذلك وجود مومياء تنقصها البشرة ويحتمل أن هذا الجير نزل علي الجثة وقت نزولها المقبرة أو وقت خروجها منها واحتمال أن هذا الجير هو ناتج من النطرون.

3- الملح: كان يستخدم لحفظ الاسماك فمن المحتمل أنه استخدم في التحنيط حيث استخدم لتجفيف الجثه حيث وجد ملاحقاً للجثة.

4- شمع النحل: استخدم لتغطية منطقة الاذنين والعينين والانف والفم وشق البطن والدليل علي ذلك وجود طبقة علي مومياء من الاسرة الحادية عشرة وبالتحليل اتضح انها شمع النحل.

5- القار: استخرج من البحر الميت واستخدام في مصر لحفظ الموتي ويبدوا أنه استخدم في تحنيط المومياوات الغير أدمية مثل الطيور.

6-الكاسيا والفرقة: هما عبارة عن توابل كانت تستخدم في الحشي مكان الاحشاء وتوضع في لفافات داخل الجسم ، وذكرت هذه المواد في بروية هاريس.

7- زيت الارز: يوجد اختلاف في الرأي من ديودورس وهيردوت في كيفية استخدامة حيث يقول احدهما أنه استخدم لحقن الجثه والاخر قال انه استخدم لدهان الجثة

8- الحناء: استخدمت لتعطي الدهانات رائحة ذكية وايضا لصبغ الاقدام والاظافر والايدي والشعر والدليل علي ذلك نجد كثير من المومياوات مصبوغة باللون الاحمر.

9- حب العرعر: لاينمو هذا النبات في مصر وكان يوضع في المقبرة وعلي المومياء حيث يتضح انه له استخدامان أما لحماية الجثة وأما طقوس وتنبية ولو كان لحماية الجثة لم يكن ليؤدي إلي وضعه في المقبرة اذا هو كان يستخدم كطقوس دينية.

10- الاشن: كانت تحشو به البطن مكان الاحشاء.

11- البصل: وجد بين لفائف المومياوات وفي التوابيت وكذلك وضع القش علي العين ويتضح أنه كان يوجد عندهم اعتقاد أن هذا البصل يساعد علي البعث والخلود مرة اخري.

12- عرقي النخيل: استخدم لغسل تجويد الجسم والاحشاء اثناء عملية التحنيط

13- الراتنجات: هو عبارة عن نبات عديم الشكل وقابل للاشتعال وكان يستخدم قبل عملية التحنيط كبخور ولكن بعض عملية التحنيط استخدام كدهان وكمادة لاصقة وأيضاً استخدام في الحشو مكان الاحشاء.

14- الكتان: كان يستخدم علي شكل لفافات كانت تشبع بالراتنج وتحشي مكان الاحشاء وكانت تستخدم علي هيئة لفافات لتعمل علي تجفيف الماء الموجودة في الجسم.

15- نشارة الخشب: كان زو رائحة طيبة فمن المرجح انه من خشب العرعر وكان يستخدم للحشو مكان الاحشاء.


خطوات التحنيط

تطورت عملية التحنيط في العصور المختلفة إلي أن بلغت أقصي درجاتها في عصر الدولة الحديثة،وتعتبر مومياوات الملوك تحوتمس الأول / وأمنحتب الثاني وسيتي الأول ورمسيس الثاني ،والملكة نجمت من أروع الأمثلة علي مدي اتقان المصري القديم لعمليات التحنيط ونجاحة في احتفاظ الجسم بملامحة وأنسجته الأصلية.

وضع الجسم علي لوحة التشريح.


عند وصول الجسم إلي معمل التحنيط وكان يسمي قديما ببيت التطهير (بروعبت) أو البيت الجميل (برنفر) كانت تنزع عنه كل الملابس ثم يوضع علي لوحة خشبية لآجراء العمليات الجراحية لاستخراج المخ والاحشاء وقد وجدت احدي هذه اللوحات بمعبد الدير البحري.

وبعد وضعه علي سرير التطهير كان يدلك الجسم بالزيوت النباتية العطريه ثم يشطف بماء النيل


استخراج المخ:


لما كان المخ من الانسجة التي تتعفن بسرعة فقد حرص المصريون علي ان يبدءوا استخراجه أولا عن طريق العظمة المصفوية بالانف وذلك بقضيب متلو من النحاس أو البرونز علي شكل ملعقة.

استخراج الاحشاء: 


كان لاستخراج الأحشاء سببان: السبب الأول فني لان فضلات الطعام التي كانت بها وكذلك بعض الانسجة الدهنية فيما بينهما قابلة للتعفن بسرعة فيما عدا القلب والكليتين اذا ان أنسجتهما عضلية قوية ، السبب الثاني ديني كما جاء في احدي البرديات من القرن الثالث الميلادي التي تقوم (إنني لم اقتل أي شخص ولم أخن الأمانه ولم ارتكب خطيئة من الخطايا المميتة ولكن اذا كنت قد ارتكبت خطيئة في اكل أو شرب ما هو محرم فان الذنب لم يكن ذنبي بل هو ذنب هذه الأحشاء ).


وكانت الاحشاء تستخرج من شق كان يعمل إلي الجانب الايسر من البطن وقد وصف ديودور الصقلي الطقوس التي كانت تجري في هذه العملية فقال ان شخصا ما كان يلقب بالكاتب كان يعين مكان الشق في الجانب الايسر من البطن ثم يأخذ ما يسمي بالقاطع حجراً نوبيا ويقطع به جدار البطن ومن خلال هذا الشق كانت تستخرج اولا كل محتويات الفراغ البطني وهي المعدة ، والكبد والطحال والامعاء الغليظة والامعاء الدقيقة ، أما الكليتان فقد كانتا احيانا تتركان في مكانهما بالبطن واحيانا تنزعان مع باقي محتويات الفراغ البطني ثم يعمل شق في الحجاب الحاجز ، ومنه تستخرج محتويات الفراغ الصدري فيما عدا القلب والاوعية الدموية الكبري المتصلة به اذ كانت للقلب اهمية خاصة لديهم فقد كان معتبراً مركزاً الشعور الطيب والاساسات الانسانية الرقيقة وخاصة الرحمة والحب .


والمسئول عن وجود الشخص كما كانت له أهمية عقائدية تقضي بتركة في الجسم اذ اعتقدوا ان القلب كان يوزن في عملية الحساب فاذا ثقل كان صاحبه قد اقترف ذنوبا كثيرة وحق عليه العقاب واذا تساوي مع علامة العدل في الميزان ان صاحبه شخصيا بارا لم يقترف ذنوباً كثيرة ولذلك يحق له ان يدخل دار النعيم مع أوزوريس رب العالم الاخر ولذلك كانو يضعون بجوار القلب في الكثير من الاحيان جعرانا (علية نص) يمسي جعران القلب .

تعقيم فراغي الجسم والاحشاء:

كان الفراعان البطني والصدري يعقمان بغسيلهما بنبيذ النخيل، كما كانت الاحشاء تفرغ من فضلات الطعام وتغسل جيداً بالماء ثم تعقم بغسيلها هي الاخري بنبيذ النخيل ، كان نبيذ التخيل يحتوي عادة علي كحول بنسبة 14% تقريباً، ومما يذكر ان الكحول لا يزال من أهم المواد المعقمة المستخدمة في الأغراض الطبية حإلياً.


تحنيط الاحشاء:

كانت الاحشاء بعد تعقيمها تحنط بوضع كل جزء منها في ملح نطرون جاف علي سرير صغير مائل إلي أن يستخلص كل الماء الذي بها وتجف تماماً، ثم تعالج بالزيوت العطرية والراتنج المنصهر وتلف في اربع لفافات مستقله توضع كل منها في بعض الاحيان في تابوت صغير قد يكون من الذهب كتوابيت احشاء توت عنخ امون او من الفضة كتوابيت احشاء شاشنق ثم توضع هذه التوابيت أو اللفافات بين توالبيت في اربع أوان تسمي بالاوان الكانوبية اغطيتها يحمل كل منها اسم احد اولاد حورس الاربعة،


وقد شكلت رءوس هذه الاواني علي شكل راس ادمي حتي اواخر الاسرة 18. ولكنها شكلت بعد عهد هذه الاسرة طبقا للأشكال الفعلية لاولاد حورس الاربعة ، وهي ايمستي علي شكل علي شكل راس ادمي وتحتوي علي الكبد وحابي علي شكل راس قرد يحتوي علي الرئتين . وداموتف علي شكل راس ابن اوي ويحتوي علي المعدة وقبح سنوف


علي راس صقر ويحتوي علي الأمعاء واخيراً كانت هذه الاواني توضع في صندوق الاحشاء يعلوها احياناً مثال لانويبس اله الجبانه والتحنيط.

- حشو فراغي الجسم بمواد حشو مؤقته:

- كان الفراغان البطني والصدري يحشوان بمواد حشو مؤقته تتالف من ثلاث أنواع من اللفافات: لفافات بها نطرون لاستخلاص ماء الجسم من الداخل


ولفافات من قماش الكتان لامتصاص الماء المستخرج، ولفافات من قماش الكتان تحتوي علي مواد عطرية إكساب الجسم رائحة طيبة في اثناء عملية التحنيط الرئيسية.

    

استخلاص ماء الجسم وتجفيفة:

وهذه هي العملية الرئيسية في التحنيط وكانت تعتمد عمليا علي استخراج ما أنسجه الجسم وذلك بوضع الجسم إلي كومة من ملح النطرون الجاف علي سرير التحنيط وهو سرير مائل من الحجر في نهاية فتحه صغيرة تؤدي إلي حوض تتجمع فيه السوائل التي تستخرج من الجسم ويبدو ان هذه العملية كانت تستغرق أربعين يوماً ومن هذا يبدو ان العملية الرئيسية للتحنيط هي تجفيف الجسم علي سرير التحنيط كانت تستغرق اربعين يوماً علي حين استغلت الايام الثلاثون الباقية من السبعين يوما اللازمة لعملية التحنيط كما جاء في كثير من النصوص المصرية القديمة لاجراء باقي التحنيط وتلاوة الطقوس والصلوات المتعلقة بها كما جاء في كتاب (طقوس التحنيط)

استخراج مواد الحشو المؤقتة من الجسم:

يرجح انه بعد الأربعين يوماً التي استغرقتها عملية التجفيف كان الجسم يرفع من النطرون وتستخرج من فراغيه مواد : الحشو المؤقتة اذ كانت قد تبللت بالماء المستخرج من داخل الجسم ولو تركت به لادت إلي تعفن انسجة الجسم، وكانت توضع في أوان خاصة تطمر في حفرة خاصة أو غرفة صغيرة بجوار المقبرة ، وقد وجدت منها عينات كثيرة كانت من ضمن اهم الوثائق التي ساعدت علي كشف تفاصيل عملية التحنيط.

حشو فراغات الجسم بمواد حشو دائمة:


بعد استخراج مواد الحشو المؤقته يبدو أن فراغي الجسم كانا يغسلان بنبيذ النخيل مرة أخري ثم يملئان بمواد حشو جافة جديدة تشمل لفافات من القماش بداخلها ملح نطرون ونشارة خشب ومر وقرفه وكاشيا ولفافات من قماش الكتان مشبعة براتنج وبصلة أو بصلتين في بعض الاحيان ،كما كان فراغ الجمجمة يملأ برانتج أو قماش كتان مغموس في الراتنج المنصهر ، ثم كانت تشد حافتاً الشق البطني إلي جانب بعضها وبثبت علي الشق لوح معدني أو من شمع النحل علي شكل عين حورس ، ويثبت هذا اللوح في موضعه علي الشق براتنج منصهر لسد شق البطن وفي بعض الاحيان كان الشق يحاط بخيط من الكتان.

دهان الجسم بمواد عطرية:

كان كل جسم يدهن بزيت الارز ودهانات عطرية أخري. وبذلك كل سطحة بمسحوق المر والقرفة ، لاكسابه رائحة عطرة .

حشو فتحات الجسم:


كانت فتحات الانف والاذنين تسد بقطع من قماش الكتان المغموس في الراتنج المنصهر ، أما العينان فكان يوضع بكل منهما قطعة من هذا القماش المشبع بالراتنج تحت الجفن لكي تبدو العينان غير غائرتين بل في مستواهما الطبيعي في الحياة بقدر المستطاع.

علاج سطح الجسم براتنج منصهر:


كان كل سطح الجسم يعالج براتنج منصهر بفرشة عريضة وذلك لسد مسام الجسم حتي لا تتعرض انسجة الجسم لتاثير الرطوبة مرة أخري ، وبذلك لا تتمكن بكتريا التعفن من العش علي انسجته ، كما ان الراتنح ايضا يقوي بشرة الجسم ويجعلها اكثر تماسكاً.

وضع الحلي والتمائم ولف الجسم باللفائف:

   

حرص المصريون علي تزيين الجسم بكثير من الحلي فقد وجد عل ي مومياء توت عنج أمون 143 قطعة من الحلي المختلفة من الخواتم ومن الاقراط والعقود والأساور والصدريات والتمائم المختلفة ،كما وضعوا في بعض الاحيان حول الوسط حزاما من الخرز في وسطه دلاية علي شكل صقر جائم من العقيق الاحمر بحيث يقع فوق شق التحنيط كتميمة لحماية الشق ووقائية ثم يلف الجسم كله بلفائف من الكتان التي تلصق بعضها ببعض بالراتنج أو بالراتنج الصمغي العطري. وبعد انتهاء كل هذه العمليات والطقوس التي تصاحبها تجري علي المومياء عملية خاصة هي عملية فتح الفم التي يلمس فيها الكاهن الاعظم فم المومياء بقضيب.


 صور توضح كيفية لف المومياء بلفائف الكتان








كان القدماء المصريون من أوائل الأمم التى ظهرت على وجه الأرض آمنت بالبعث والخلود بعد الموت فى حياة قد لا تختلف فى جوهرها عن حياتهم فى العالم الدنيوى، واعتبروا رحلة الموت خطوة تتناثر خلالها شتى العناصر المكونة للشخص الحى، لذا لجئوا إلى عملية التحنيط.


ولعل أقدم مثال للتحنيط هى مومياء الملكة “حُتب حرس” زوج الملك سنفرو، وأم الملك خوفو، وقد وُجدت أحشاء هذه الملكة مُحنطة ومودعة فى صندوق من المرمر، عُرف باسم الصندوق الكانوبى، وقُسمت كل منها إلى أربعة أقسام تم تزويد كل منها بمادة التحنيط، وهى التى عُثر عليها فى حجرة الدفن بمقبرتها.


لم تكن طريقة التحنيط فى الدولة القديمة قد وصلت إلى درجة كبيرة من الإتقان، ومن ثم فقد عمد القوم وقتها إلى استكمال ملامح الجسم بقماش كتان غُمس فى راتنج مُنصهر، بحيث يبدو الوجه والجسم بملامحه الحقيقية فى الحياة، ولعل أبدع مثال لمومياء الدولة القديمة هو مومياء “نفر” التى كشفت عنها هيئة الآثار فى سقارة 1966م.


هذا وقد كانت عملية التحنيط تستغرق سبعين يوما، كان الكهنة فى أثنائها يرتلون الصلوات، وارتدوا قناعا على شكل رأس ابن آوى، وهو يمثل أنوبيس إله الجبانة وراعى الموتى.

حصريا : موسوعة أسرار كتاب الموتى الفرعونى

0
0

كتاب الموتى

كتاب الموتى أقدم نصوص نكتشفها عن عالم الأخرة لقدماء المصريين . دون في عصر بناء الهرم الأكبر . ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني كنسخة مكتوبة على ورق البردي . فيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.


غرفه دفن الملك خوفو يقع علي يمينها من المدخل تابوت دفن الفرعون

فقد اهتموا كثيراً في حياتهم للاعداد لما بعد الموت ولذا فقد شيدوا المعابد الضخمة إلى جانب المقابر التي لا تقل روعة وفخامة، حيث اعتقدوا بالبعث وبعودة الروح التي كانوا يسمونها في صورتين متقاربتين كا أو با.. كما حرصوا على وضع كل الاشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته حيث يمكن لروح الميت أن تاكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.
هذه التعاويذ والتمائم السحرية - فيما كان يسمى نصوص الأهرام في عصر الدولة القديمة - كانت تنقش على جدران المقابر العادية والاهرامات أو على التابوت الحجري أو الخشبي توضع إلى جانب المومياء لتكون دليلا للميت في رحلته للعالم الاخر. حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادفه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء.
في نفس الوقت تذكره بأسماء الآلهة التي سوف يصادفهم في طريقه هذا، إذ أن نسيان اسم أحد الآلهة لا يكون في صالحه، وخصوصا وأنه من ضمن تلقيه حسابه في الآخرة سوف يقف أمام محكمة مكونة من 40 إلاها .
في عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة، بدأ كتابة نصوص كتاب الموتى على ورق البردي ووضع هذا الكتاب بجوار المومياء داخل التابوت. وكان كل مصري قديم ذو شأن حريصا على تكليف الكهنة بتجهيز كتاب للموتى له، يذكر فيه اسمه واسم أبوه واسم أمه ووظيفته في الدنيا. وذلك استعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته.


جزء من نصوص الأهرام التي سبقت كتاب الموتى ، على حوائط هرم تيتي، بسقارة

كتاب الموتى أقدم كتاب انتهى الينا علمه، دون في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني. فيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.
وجد علماء الآثار مجموعة من الصلوات الجنائزية والتى كانت معظمها قد كتبت على ورق البردى كان قدماء المصريين يضعونها فى مقابرهم مع المتوفى فاطلق علماء الاثار على هذه الصلوات أسم كتاب الموتى ولكن أسمه الذى أطلقه قدماء المصريين عليه هو ” الخروج فى ضوء النهار ” , والغرض الأساسى الذى كان قدماء المصريين يضعون هذه الصلوات والدعوات هى إرشاد روح المتوفى فى رحلته فى العالم ألاخر .
ويتكون كتاب الموتى من 200 فصل، ، ويصف الكتاب الأماكن المختلفه التى تعبرها روح المتوفى، وكذلك المواقف والكلام الذى يقال لحرس الأبواب، وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور ، وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أى إله كحامى له ، ليكتسب صفاته، لأنه كان يخاف من الأرواح الشريره أن تأخذ فمه فلا يستطيع التحدث مع الآلهه ، أو أن تسلب منه قلبه، أو أن تقطع رأسه ، أو أن تجعله يضل طريقه ، لذلك كان عليه تلاوة هذه الأوراد أو التعاويذ لتساعده فى اتقاء شر الأفاعى والذبابات الهائله وكل أنواع المساوئ التى تسعى لاهلاكه فى العالم الآخر، وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى الأبواب التى ستوصله إلى الحياه مره أخرى فى العالم الآخر.
ومن أشهر فصول كتاب المتوفى ، الفصل السابع عشر ، والفصل 125 والذى يمثل محاكمة المتوفى فى العالم الآخر ، حيث يمثل الإله أزوريس ومعه 42 قاضى ومجموعه من الآلهه وهم يقمون بوزن قلب المتوفى لمحاسبته على أعماله ويقوم المتوفى بذكر الأعمال الخيره التى قام بها .
وكان نساخ قدماء المصريين ينسخونها على أوراق البردى ويزيدون عليها بعض الرسوم الملونة , وقد عثر على نسخ كثيرة جداً فى القبور التى أكتشفها علماء الآثار المصرية , وكان العالم الألمانى ليسيوس هو اول من ترجم كتاب الموتى ونشر ترجمته سنة 1842 م
أحد الصلوات تقول

السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أقل كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أطفف الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين.
مثال لما ورد في الكتاب

كتاب النهوض بقدوم النهار بالهيروغليفية :

من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي) :

"السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين."

محتويات الكتاب


جزء من كتاب الموتى ل "حونفر" [Hunefer] (حوالي 1275 قبل الميلاد) تبين عملية وزن قلب حونفر في الميزان والمقارنة بريشة ماعت (الحقيقة والعدل) ويقوم بها الإله أنوبيس. ويقوم الإله توت بتسجيل نتيجة الميزان. فإذا كان قلب الميت أخف من الريشة سمح له الحياة في الآخرة. وإذا كان قلب الميت أثقل من "ريشة الحقيقة" (ماعت) فمعنى ذلك أن الميت كان جبارا عصيا وكاذبا في حياته في الدنيا يفعل المنكرات، عندئذ يلقى بقلبه ويلتهمه الوحش الخرافي عمعموت المنتظر بجانب الميزان، وتكون هذه هي نهايته الأبدية.
يبين لنا كتاب الموتى لدي قدماء المصريين العقائد الدينية التي كانت تشغلهم طوال حياتهم. فلم يكن الموت لديهم جزءا لا ينفصل عن الحياة فقط وإنما كان للناس عند ذلك الوقت مفهوما آخر عن الموت والحياة الأخرى عما نعتقده اليوم. وكتاب الموتى كان بما فيه من تعاويذ وتوجيهات للميت، تساعده على البعث والانتقال إلى الآخرة حيث يعيش فيها مثلما كان يعيش على الأرض ولكن بدون أمراض ولا إعياء ولا كبر في السن، بل أيضا يكون في الآخرة رفيقا للآلهة يأكل ويشرب معهم في بعض المناسبات.
وهدف الميت أو الموت كان الوصول إلى الحياة الأبدية في العالم الآخر، ولم يكن ذلك منطقيا لدى بعض الناس والشعوب في تلك العصور. وتصور المعيشة في الآخرة هو أن الميت الذي فعل صالحا في حياته وكان أمينا وصادقا يساعد الفقير والجوعان والعطشان، ويساعد الأرامل واليتامى، كان مثل هذا الإنسان يعيش طبقا لما أرادته له الآلهة من "حياة سوية، ونظام عدل "، رمز لهذا النظام المصري القديم ب ماعت آلهة الحق والنظام الكوني.
وكتاب الموتي يحتوي على عدة فصول، تصف وتشير إلى الآتي :
وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها
تعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة
تساعده على عبور بحر النار، والصعاب التي تهدده
تسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر
تساعده على الحياة في الآخرة
تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر
تساعده على معرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة (مثل اسم باب الآخرة)، * وتساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم.
ورغم وجود بعض الاختلافات بين معتقداتنا في الحاضر عن الحياة الآخرة فتوجد بين معتقداتنا ومعتقدات المصري القديم تماثلات. فكانوا قدماء المصريين يعتقدون في البعث والمثول أمام هيئة قضائية مشكلة من 42 قاضيا ويعترف أمامها الميت أمامهم بأنه لم يسرق، ولم يغتال أحد، ولم يكذب، ولم، ولم، وكل ما لم يكن يفعله من سيئات في حياته في الدنيا. 

…لم أتسبب في أذية أنسان ,
ولم ارغم أحدا من أقاربي على فعل السيئ.
ولم أناصر العمل السيئ على العمل الطيب ,
ولم أمشي مع المعتدي. …

صور من كتاب الموتى وشرحها


محكمة الموتى, في الصف العلوي يمثل الميت أمام محكمة مكونة من 42 قاضيا للاعتراف بما كان يفعله في حياته، في مقدمتهم رع-حوراختي. ونري إلى اليمين أسفل منهم أوزيريس جالسا على العرش وخلفه تقف أختاه إيزيس ونيفتيس وأمامه الأبناء الأربعة لحورس واقفون على زهرة البردي وقد قاموا بالمحافظة على جثة الميت في القبر. يأتي حورس بالميت لابسا ثوبا جميلا ليمثل أمام أوزيريس ويدخل بعد ذلك الجنة. إلى اليسار نرى أنوبيس يصاحب الميت لإجراء عملية وزن قلبه. في الوسط منظر عملية وزن قلب الميت: أنوبيس يزن قلب الميت ويقارنه بريشة الحق ماعت، بينما يقف الوحش الخرافي عمعموت منتظرا التهام القلب إذا كان الميت خطاءا عصيا، ويقوم تحوت (إله الكتابة) بتسجيل نتيجة الميزان بالقلم في سجله. (ملف بردي "حونيفر"من الأسرة التاسعة عشر)، بالمتحف البريطاني.


المقولة رقم 17 من ملف بردي "أني" Papyrus of Ani : المشهد العلوي يبين من اليسار إلى اليمين الإله هيه إله الأبدية ويمثل هنا البحر، ثم تأتي بوابة تدخل إلى عرش أوزيريس ممثلة بعين حورس، والبقرة السماوية محيت-وريت، ثم منظر الميت يقوم من تابوته ويحرسه الأربعة أبناء لحورس، وهم : "حابي"و"أمستي "و"دواموتيف"و"كبحسنوف ".


نصين لمقولة الأبواب. في صف الرسوم العليا نجد "أني"وزوجته يواجهان سبعة أبواب لبيت أوزيريس. وفي صف الرسوم السفلي الزوجان يدخلان بيت أوزيريس من حقل الأشجار ويقابلون 10 من 21 من الأسرار السماوية وتقوم بحراستها كائنات شرسة كل واحد منها في صومعته.


عملية وزن قلب الميت، ويقوم بها هنا حورس وأنوبيس، ويسجل توت نتيجة الميزان : من كتاب الموتى ل سيزوستريس.


جزء من كتاب الموتي ل "بينجيم الثاني "، ويرى هنا "بينجيم "يقدم إلى أوزيريس آنية مليئة بالبخور أو الدهن العطري.


كهنة أنوبيس الذي يرافق الميت إلى العالم الآخر يفتحون فم الميت بعد تحنيطه بمفتاح خاص، حتى يستطيع التنفس والبسملة والكلام بعد ذلك حين يبعث. تلك من الطقوس الجنائزية في مصر القديمة وتوصف في كتاب الموتى وفي نصوص الأهرام. ونرى زوجة الميت وابنته تبكيان، كما نرى خلفالميت لوحة القبر التي ستوضع عند بوابة القبر، للتعريف بصاحب القبر، حتى لا يضيع اسمه.
رحلة الجسد بعد الموت .. التحنيط الفرعوني

نصوص الأهرام

نصوص الأهرام أو متون الأهرام هي مجموعة من النصوص الدينية المصرية القديمة التي ترجع لعصر الدولة القديمة، وهي تعد أقدم النصوص الدينية المعروفة في العالم. نحتت نصوص الأهرام باللغة المصرية القديمة على جدران الأهرام والتوابيت الحجرية في أهرامات سقارة خلال عصري الأسرتين الخامسة والسادسة. تاريخ أقدم تلك النصوص يرجع إلى بين عامي 2400-2300 ق.م. 


بعض تفاصيل نصوص الأهرام في هرم تيتي الثاني ، من الأسرة السادسة.

وخلافًا لنصوص التوابيت وكتاب الموتى، استخدمت نصوص الأهرام للملوك الفراعنة فقط. بعد حجر باليرمو، تعد نصوص الهرم ثاني أقدم النصوص التي تذكر أوزوريس، الذي أصبح أهم آلهة الحياة الآخرة في الديانة المصرية القديمة. الهدف من نصوص الأهرام هو حماية جسد الفرعون، وإحياء جسده بعد الموت ومساعدته على الوصول إلى الجنة في حياته الآخرة. كما تستخدم أيضًا لطلب مساعدة الآلهة.


نصوص الأهرام الموجودة داخل هرم تيتي الثاني بسقارة.

موضوعات النصوص

كانت نصوص الأهرامات ، كما كانت نصوص الآخرة التي ظهرت بعد ذلك في الدولة المصرية الحديثة بغرض حماية الميت في الآخرة - وتسمى الآخرة بالمصرية القديمة دوات . ولكن تختلف نصوص الأهرام عن تلك النصوص التي ظهرت خلال الدولة المتوسطة والدولة الحديثة في عدم احتوائها على "شياطين "أو "عفاريت" . وتختص نصوص الأهرام بأشياء مهمة تخص الميت ، منها :
المحافظة على أسم الميت
توفير له الغذاء والماء أثناء عبوره إلى الآخرة
فكان الغذاء وعلى رأسها الخبز والبيرة تذكر بعدد الآلاف ، أي بكثرة لضمان تموينه
كما يؤمر "الجوع"بأن يذهب إلى الإله نون الذي هو ينبوع الماء الأولي ، الذي يخرج منه كل شيء ، ولا يمكن للجوع أن يوجد فيه فيموت .

خصائص النصوص


نصوص الأهرام الموجودة في هرم أوناس من الأسرة الخامسة .

تتشابه نصوص الأهرامات ، إلا أن الكتابة الهيروعليفية تختلف شيئا ما كما تختلف بعض الكلمات . ولذلك تستخد في المقارنة بين الكتابات . كما أن بعض الرموز الذي تمثل أحياءا أو إنسان قد قشكت أو ربما أزيلت بعد ذلك حيث كان يعتقد في عصر الدولة القديمة أن للكتابة في سحرا . ويبدو أن عملية قشط بعض الرموز ومحوها زاد في العصر الانتقالي الأول حتى أن بعض الرموز التي كانت مكتوبة على توابيت الموتي كانت تمحى أيضا.
وفي هرم الملكة "نيث"فكان اسم الثعابين يذكر في النص ، إلا أن "المخصص "، وهو رسم الثعبان ، فكان يقشط ويمحى . (الخوف من مجرد ذكر الثعبان أن يحضره) . كذلك في العصور التالية فقد اعتقد المصري القديم بأن المكتوب يتحقق .


نصوص ملونة على أحد التوابيت، ترجع لعصر الدولة الوسطى.

أين توجد ؟

عثر على نصوص الأهرام داخل عدة من الأهرامات منها هرم أوناس (من السرة الخامسة) و وأهرامات تيتي الثاني و بيبي الأول و مريرع و بيبي الثاني و أهرام الملكات عنخنس-بيبي الثانية و بيهينو و الملكة نيث و "واجبتن"و "إبوت الثانية"من الأسرة السادسة . كما وجدت نصوص الأهرام في هرم الملك "كاكارع إيبي"من الأسرة الثامنة . وتشكل تلك النصوص أكبر مجموعة نصوص للغة المصرية القديمة التي عثر عليها . كما كتبت تلك النصوص المتعلقة برحلة الآخرة إيضا خلال الدولة المصرية الوسطى على الجدران الداخلية لتوابيت الموتى وكانت ترسم بالألوان . تسمى تلك النصوص نصوص التوابيت رغم التشابه الكبير بين نصوص الأهرام ونصوص التوابيت . واستمر استخدام بعض مقولات تلك النصوص حتى أواخر العصر الفرعوني .
مثال من النصوص

بعد الموت ، يقوم الملك من قبره . المقولة 373 تصف ذلك

أه! أه! إصحى يا تيتي !
خذ رأسك ، واجمع عظامك
واجمع أطرافك ، وانثر الغبار عن جسدك !
وخذ الخبز الذي لا يقسد ، والبيرة التي لا تحمض ,
وقف أمام الأبواب التي تحجب عامة الناس  !
سيأتي لك حارس الباب , ويمسك بيدك
سيأخذك إلى السماء ، إلى أبيك جب.
وسيفرح بحضورك , ويضمك بيديه
يقبلك ويعتني بك
وسيجلسك مع الأرواح ، الذين لا يفنون ...
ويدعو لك المختفي منهم
ويلتف حولك الكبار منهم ,
وسينتظرك المشاهدون ,
ويقدمون إليك المشرب ,
ويطحن القمح لك ,
وستكون هذا في احتفالاتك الشهرية ,
وبها تتم احتفالاتك النصف شهرية ,
طبقا لما أمره لك جب ، أبوك ,
قم يا تيتي , فإنك لن تموت !
ويصف النص عدة طرق يستطيع بها فرعون الوصول إلى السماء ، وإحداها طريق يصعد فيها فرعون على سلم . وفي المقولة رقم 304 يقول الملك :

Pyramid Texts

سلام , يا بنات أنوبيس ، فإنكن في أعالي السماء ,
ترافقون توت , على درجات السلم
إنفتح يا طريق أوناس ، دع أوناس يمر!
وطريق آخر يتم بركوب مركب . وإذا لم يرضى المراكبي أخذه معه فللملك وسائل أخرى:
إذا لم تركب المركب يا أوناس ,
فإنه سيُنطر ويقع عل أجنحة توت ,
وعندئذ ! ، سيأخذ أوناس ويعبر به !
عقيدة الموت والخلود:

ننتقل بعد ذلك إلي عقيدة الموت والخلود لدي المصري القديم.كانت تستهوي فكرة الحياة الأخرى على فكر الشعب المصري القديم أكثر من أي شعب أخر، وذلك بسبب طبيعة المصري القديم وكثرة تأمله فيما حوله من ظواهر: مثل شروق الشمس كأنها تولد وغروبها كأنها تموت ثم تعود في اليوم التالي تشرق مرة أخرى ، والفيضان الذي كان يجئ مرة واحدة في العام ثم ينخفض منسوب النيل شبهوه كأنه إنسان قارب على الموت حيث لا يحمل الخير مثلما يحمل الفيضان من السمك والطمي الخصب وفي العام التالي يجئ الفيضان مرة أخرى. كل هذه الظواهر وتأملات المصري القديم أظهرت فكرة الخلود ولكن كان يجب الحفاظ على الجسد لتهتدي إليه الروح
بعد الموت ليحيا حياة أخرى.
وربما كان ظهور تلك الفكرة بسبب خاصية رمال مصر التي تحافظ على جسد الميت بطريقة تبعث على الاندهاش حيث تقارب شكل الجثة شكل عن فن التحنيط – لاحقاً – الأحياء وسنتكلم بالتفصيل الذي كان وما زال يبهر العالم بما حققه من حفظ كامل لأجساد أجدادنا الفراعنة.
طقوس دفن الميت:

كان المصريون القدماء يتوجهون بجسد الميت (بعد أن يتم تحنيطه) في موكب حتى يصل إلى الشاطئ الشرقي للنيل حيث ينتظرهم أسطول صغير من القوارب وكان المركب الرئيسي به غرفة كبيرة مبطنة من الداخل بأقمشة في هذه الغرفة كان يوضع جسد الميت ومعه تماثيل: إيزيس ونفتيس الإلهتان الحاميتان للميت ويقوم الكاهن بحرق البخور وتواصل النائحات اللطم على أرؤسهن.
وبعد عبور النيل حتى الشاطئ الغربي للنيل يستمر الموكب حتى يصل إلى قبر الميت وبعد عمل بعض الطقوس لا يبقى سوى إنزال التابوت والأثاث الجنائزي وترتيبه ، فيوضع التابوت المصنوع على هيئة المومياء في تابوت أخر من الحجر يتخذ شكل حوضمستطيل ويوضع حوله عدة أشياء مثل العصي والأسلحة والتمائم ، ثم يقفل التابوت الحجري بغطاء ثقيل ويوضع بجانب التابوت الأواني الكانوبية (هي الأواني التي توضع فيها أحشاء الميت وتتخذ أشكال أبناء حورس الأربعة لذا فالأواني الكانوبية أربعة) داخل صندوق خاص.
تم توضع المواد الغذائية للمتوفى التي تسمى "الأوزيربات النابتة " وهي عبارة عن إطارات من الخشب على شكل أوزويس محنط وبداخلها كيس من القماش الخشن يملئ بخليط من الشعير والرمل ويسقى لعدة أيام فينبت ١٥ سم كان يجفف ثم - الشعير وينمو كثيفًا وقوياً وعندما يصل طوله إلى ١٢ تلف الأعواد بما فيها من قطع من القماش وأما الهدف من هذا العمل هو حث المتوفى على العودة لأن أوزوريس قد أعيد أحياؤه من الموت بهذه الطريقة
نصوص التوابيت

نصوص التوابيت هي مجموعة من النصوص الجنائزية المصرية القديمة، والتي بدأ ظهورها مكتوبة على النعوش في بداية فترة الاضمحلال الأولى. استمدت تلك النصوص من نصوص الأهرام التي كانت للاستخدام الملكي فقط، حيث تم استبدال بعض كلماتها لتصلح لاستخدام عامة الناس، حيث أصبح في قدرة بعض عامة المصريين أن يتملّكوا توابيت ينقش عليها نصوص جنائزية، أي أن حق الحياة الآخرة لم يعد محصورًا على الفرعون.
ترجع معظم تلك النصوص إلى عصر الدولة الوسطى. وأحيانًا كانت تلك النصوص تنقش على جدران المقابر والمسلات والبرديات وحتى على أقنعة المومياوات.


تابوت خشبي للوزير "نختي"من الأسرة الثانية عشر . عثر عليه في أسيوط ، وهو محفوظ في متحف اللوفر بباريس.

النص رقم 764 على أحد التوابيت:
أه! أنت يا فلان
هنا , حارسوا الآلهة تقف أمامك ,
وهم ينتظروك منذ قديم الأزل ,
وهؤلاء الذين يقبعون في بيوتهم يخافو منك .
تأتي الآلهة إليك إلى عتبة سلم عرشك ,
ويهتف لك كل عباد الشمس الموجودين في قصرك .
قم فأنت كبير لكي تنهض
وإنك لقوي لكي تبقى نائما .
فإنك إله .

Coffin Texts

وقد جمع حورس جميع أعضائك .
إنك ابن آوي في ناحيته عندما يقوم بالهجوم على أعدائه .
السماء تؤول إليك ، وتخضع لك الأرض بين ذراعيك .
وأنت الآن في طريقك إلى من قدمت لهم القرابين ومعهم أوزيريس و نيفتيس .
ستصعد إلى رع في السماء وسيخضع لك الآلهة الموجودون فيها ,
لأنك قد أعطيت قوة "الأول في الغرب" (أزوريس) .
خبزك طيب لدى الآلهة ,
وطعامك (الذي قدمته) طيب لدى الإثنين من التاسوع .
وحينما تكون أمام أنوبيس , وهو مع الآلهة .
يمكنك فك جميع قيودك ,
فك رباطاتك ,
وأطلب سريان الدم فيك
فينمو جسمك وتنهض .
وقد أمر رع-حوراختي أن
تحضر ماعت التي تحبها
إلى أي مكان تذهب إليه .
خروج الروح:

في الدولة القديمة كان صعود روح الملك المتوفى إلى السماء عبر سلم علوي عظيم أو قابضًا على ذيل البقرة السماوية أو محلقاً كطائر أو محمو ً لا على دخان البخور المحترقة من الكاهن أو عاصفة رملية. أما الاعتقاد الذي استقر بعد ذلك.والذي كان لكل البشر بعد أن أصبح حق عبادة الشعب لأي معبود مكفولة هو خروج الروح على شكل طائر برأس إنسان.
محاكمة الميت:

كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق ،ويوجد بها اوزوريس جالسًا على العرش وخلفه شقيقتاه ايزيس ونفيتس و ١٤نائبًا، وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير وبجانبه وحش لحمايته، كما يوجد في القاعة أيضًا تحوت وانوبيس.
و تبدأ اجراءات محاكمة الميت عندما يقوم انوبيس بإدخال الميت) مرتدياً ثوبًا من الكتان) الذي يحي اوزوريس وباقي الآلهة، ثم يدافع الميت عن نفسه 36 مرة لأنه يخشى ألا يصدقوه فيعيد إقراره الدال على براءته متوجهًا نحو ال ٤٢ إلها (كانت مصر مقسمة إلي ٤٢ إقليما فكان كل إله يمثل إقليماً من أقاليم مصر) و بعد ذلك يذكر الميت كيف كان خيرًا يعطي الخبز للجائع ويقدم الماء للعطشان و يكسى العاري.ثم يوضع قلبه في كفة الميزان وفي الكفة الأخرى تمثال صغير للحقيقة (معات) ولم يذكر تفصيلاً كيف يوزن قلب الميت ولا أحد يعرف هل الآثام كانت تثقل القلب أم تجعله خفيفًا ؟
وإذا أثبت أن هذا الرجل بريئاً كان له الحق في الحياة و السعادة في العالم الآخر أم إذا كان مخطئًا فإنه يدمر بواسطة الملتهمة(وحش خرافي مزيج من التمساح وأسد وفرس البحر.(كان الشغل الشاغل للمصري القديم هوما سيحدث له في المحاكمة لأنه كان يعرف أنه ليس كل الناس سوف يحظون بالنعيم في الآخرة،لذا فقد عمد الكهنة إلي عمل بعضالتمائم والنصوص السحرية لحماية الميت وتبرئته في المحاكمة ومن هذه الصيغ السحرية صيغة تجعل إله الشمس (الذي يعتبر القوى الحقيقية وراء تلك المحاكمة) يسقط من سماواته في النيل إذا لم يخرج ذلك الميت برئ الساحة من المحاكمة.
كما وضع الفصل ١٢٥ في كتاب الموتى(سنتحدث عنه بعد قليل) لتخليص المذنبين من خطاياهم وكان هذا الفصل ينسخ على ورق بردي ليوضع داخل التابوت بين ساقي المومياء ليبرأ ساحة الميت، وكان الكهنة يتحايلون بهذه الطريقة على الشعب حيث أوهموهم أن بمساعدة النصوص السحرية يمكن أن تبرأ ساحة الميت وإن كان مخطئاُ.و من ضمن الأمثلة أيضَا أسئلة القضاه في حساب المحكمة:
. هل عشت أجلك الذي حدده لك الإله كاملاً؟
. هل راعيت حق بدنك عليك كما رعاك الإله في شبابك؟
. هل حفظت جسدك طاهرًا كرداء نظيف لم تلوثه القاذورات؟

الحياة في العالم الآخر:
تصور المصري القديم أن الحياة في العالم الآخر مثلها مثل الحياة على الأرض حيث يوجد سماء مثل سماء الأرض ،ونظرًا لأن الزراعة كانت عماد الحياة في مصر أيضًا ستكون ذلك في العالم الآخر حيث تصورا العالم الأخر حقول من القمح والشعير يحصدونها ويتمتعون بالخير الوفير والأمان. ولكن النبلاء كان من الصعب عليهم أن يعملوا في الحقول فظهرت تماثيل الأوباتشي التي تمثل الخدم أثناء عملهم والخبازين والجزارين والنساء وهن ينسخن القماش، وفائدتها أنها تقوم في العالم الآخر بخدمة مولاها وعمل كل الأعمال التي كان يجب أن يعملها بنفسه.
كتاب الموتى:

كان من أهم الكتب لدي المصري القديم، وهو كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص الدينية والسحرية عرفت عند المصريين باسم "فصول السير أثناء النهار" وكتاب الموتى في الواقع سليل نصوص الأهرام والتوابيت والمراد منه توفير حياة أخروية مريحة للميت وإعطائه القوى اللازمة لمغادرة المقبرة عند اللزوم .ومعظم ما وجد في المقابر أجزاء من كتاب الموتى التي كان يعتقد الميت أنه في حاجة إليها أما الباقي فلا ينسخ ولكن وجدت نصوص كثيرة تحتوي على كتاب الموتى كله، وفيما يلي بعض السطور من هذا الكتاب و ترجمتها حسب ترتيب السطر.
دعاء ل "رع"عند ظهوره في الأفق الشرقي يقول: "– أنظر "اوزوريس"كاتب قرابين الأرباب المقدسة جميعهم "آني العزة لك يا من أتيت مثل "خبرى"خبرى مثل خالق الأرباب إنك تبزغ ، وتسطع ، جاعلاً أمك ثاقبة ، متوجًا ملكًا للأرباب تعمل لك الأم "نوت"بيديها فعل العبادة تستقبلك اللعنات وانتقام الميت:
كان الميت يخشى اعتداء اللصوص على الذهب والفضة الموجودين في القبر كما كان يرتاب الموظفين المنوط بهم لصيانة الجبانة، لذا فمن لا يؤدي واجبه منهم بإخلاص كان الميت يتوعده بأشد العقاب بأنهم لن ينالهم شرف التكريم الذي يمنح لأفاضل الناس، ولن يسكب عليهم أحد من المياه المقدسة ولن يتقلد أولادهم وظائفهم كما سوف تنتهك حرمات نسائهم على مرأى منهم ، أما إذا عملوا بجد فسوف يكافئهم الملك وسوف يمنحهم العديد من الوظائف. وإلي جانب ذلك كان يوجد موتى أشرار الذين كان المصري القديم يعتقد انهم يتركون مقابرهم ويزعجون الأحياء كما كان يعتقد أن أغلب الأمراض التي يعانيها الأحياء بسبب الموتى الأشرار.
وإلي هنا تنتهي فكرة الموت والخلود لدي المصري القديم .نرجوا أن أكون أعطيتها حقها وبهذا أكون قد ألقيت الضوء على كل جوانب الديانة المصرية القديمة بإيجاز وعرفنا شغف المصري بالاهتمام بتجهيز نفسه للحياة الأخرى واتخاذه كل السبل للوصول للنعيم الدائم وكيف كانت العبادة ووجود الآلهة بمثابة ضمير وواعظ أخلاقي وكيف كان المصري أول من وصل إلي فكرة التوحيد


بردية تشير إلى بهو الحساب

أربع برديات تحمل آخر واحدة بينها وصفا لمشهد في بهو الحساب أمام محكمة المعبود أوزوريس ( المتحف المصرى ). ولقد نقشت البرديات بنصوص ومشاهد جنائزية تتعلق بالموت والحياة الآخرة وتعتبر كتبا إرشادية للعالم الآخر؛ تساعد المتوفى على اجتياز كافة الصعاب التي يمكن أن يواجهها في رحلته إلى العالم الآخر.ولتلك النصوص أسماء كثيرة؛ مثل "كتاب الموتى"أو "كتاب البوابات"، أو "كتاب الكهوف."
والبردية الأولى منقوشة، من اليسار إلى اليمين، بنصوص من "كتاب البوابات"؛ مع مشهد يصور أوزوريس مرتديا كفنا أبيض، وترى من خلفه شقيقتاه المعبودتان إيزيس ونفتيس، وأمامه المتوفى وهو يقدم له قربانا من زهرية بخور.وزينت البرديتان الثانية والثالثة بنصوص جنائزية؛ مع أشكال تمثل المتوفى وآلهة العالم الآخر وبعض المعبودات - من بينها تحوت برأس أبي منجل، وحورس برأس الصقر.
وتعد البردية الرابعة الأهم بينها، فهي تعرض مشهدا في بهو الحساب أمام محكمة المعبود أوزوريس. ويصور المشهد أوزوريس جالسا على عرشه، ويتابع عملية وزن قلب المتوفى الذي طهر بالماء قبل دخوله البهو؛ مقابل ريشة إلهة العدل "معت"، حيث يعتبر القلب هو مركز الذكاء والشخصية.وصور تحت كفتي الميزان حيوان خرافي يتأهب لأكل قلب المتوفى؛ إذا ظهر أنه محمل بالذنوب، فجاء أثقل من الريشة. الأبعاد الطول ٢٤ سم العرض ٦٢ سم
ما هو كتاب الموتى ؟ 

وجد علماء الآثار مجموعة من التعاويذ الجنائزية والتى كانت معظمها تعاويذ سحريه كتبت على ورق البردى كان قدماء المصريين يضعونها فى مقابرهم مع المتوفى فاطلق علماء الاثار على هذه التعاويذ أسم كتاب الموتى ولكن أسمه الذى أطلقه قدماء المصريين عليه هو "الخروج فى ضوء النهار " , والغرض الأساسى الذى كان قدماء المصريين يضعون هذه التعاويذ هى إرشاد روح المتوفى فى رحلته فى العالم ألاخر . ويتكون كتاب الموتى من 200 فصل، ، ويصف الكتاب الأماكن المختلفه التى تعبرها روح المتوفى، وكذلك 
المواقف والكلام الذى يقال لحرس الأبواب، وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور ،
وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أى إله كحامى له ،ليكتسب صفاته، لأنه كان يخاف من الأرواح الشريره أن تأخذ فمه فلا يستطيع التحدث مع الآلهه ، أو أن تسلب منه قلب ه، أو أن تقطع رأسه ، أو أن تجعله يضل طريقه ، لذلك كان عليه تلاوة هذه الأوراد أو التعاويذ لتساعده فى اتقاء شر الأفاعى والذبابات الهائله وكل أنواع المساوئ التى تسعى لاهلاكه فى العالم الآخر، وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى الأبواب التى ستوصله إلى الحياه مره أخرى فى العالم الآخر.
ومن أشهر فصول كتاب المتوفى ، الفصل السابع عشر ، والفصل 125 والذى يمثل محاكمة المتوفى فى العالم الآخر ، حيث يمثل الإله أزوريس ومعه 42 قاضى ومجموعه من الآلهه وهم يقمون بوزن قلب المتوفى لمحاسبته على أعماله المتوفى يقوم بذكر الأعمال الخيره التى قام بها .وكان نساخ قدماء المصريين ينسخونها على أوراق البردى ويزيدون عليها بعض الرسوم الملونة , وقد عثر على نسخ كثيرة جداً فى القبور التى أكتشفها علماء الآثار المصرية , وكان العالم الألمانى ليسيوس هو اول من ترجم كتاب الموتى ونشر ترجمته سنة 1842 م 


( أقتباس من كتاب الموتى الفرعوني ـ ترجمها عن الهيروغليفية : السير والس بدج و ترجمه للعربية : د.فيليب عطية ) 
هذه ترجمة كاملة لنص بردية (( آنى )) الكاتب المحفوظة بالمتحف البريطانى التى تحتوى على أهم فصول كتاب الموتى الفرعونى كما تعتبر من النماذج المثالية لكتاب الموتى فى العصر الطيبى أى عصر الدولة الحديثة الفرعونية .و قد اعتمدت فى الترجمة على ترجمة عالم المصريات المعروف السير (( والس بدج )) التى نشرها لأول مرة عام 1895 مصحوبة بالمتن الهيروغليفى و تقوم بطبعها حتى الآن دار (( دوفر )) للنشر ( Dover Publishications Inc. N.Y.) كما قمت بمقارنتها بما ورد من مقتطفات من برديات العصر الطيبى التى أصدرها (( بدج )) فى طبعتها الثانية المنقحة عام 1909 ضمن كتابه (( كتاب الموتى فى العصر الطيبى )) التى تتولى نشره حتى الآن دار (( روتلدج وكجان)) للنشر ( Routledge & Kegan Paul Ltd. ) .
و حين وجدت إختلافا بين الترجمتين إعتمدت الترجمة الأحدث و الأكثر إتساقا مع روح النص إستنادا إلى المتن الميروغليفى .و كل ما جاء بهذه الترجمة العربية يتطابق مع متن البردية فيما عدا ترقيم الفصول و ترتيبها و تبويبها الذى أخذت به تبعا للعرف المتداول بين علماء المصريات و يتيح هذا الترقيم المقارنة العملية المنهجية بين نصوص مختلف البرديات و يؤخذ به دائما عند الإشارة إلى فصول (( كتاب الموتى )) فى الأبحاث التى تتناول الحياة المصرية القديمة و الديانة المصرية و ما يتصل بها من موضوعات .
و قد ساعدتنى الهوامش و المقدمات التى كتبها (( بدج )) فى صياغة حواشى هذا الكتاب لكنى حاولت بقدر الإمكان التقليل من الأخطاء فى نطق الكلمات و الشروح و المدلولات الميثولوجية و الجغرافية و ذلك بالرجوع إلى عدة مراجع فى مقدمتها (( الموسوعة المصرية )) المجلد الأول - الجزء الأول الذى كتبه لفيف من خيرة الأساتذة المصريين فى علم المصريات .و فى ميدان يدرك المتخصصون قبل عامة المثقفين مدى صعوبة تناوله لابد ان تتباين الآراء و قد حاولت جهدى الإحاطة بمختلف وجهات النظر و إثباتها فى الحواشى .أرجو أن أكون بذلك قد قدمت إسهاما متواضعا فى خدمة حركة الترجمة للتراث المصرى و عملا يرحب به كل محب للتراث الفرعونى و يستفيد منه المهتمون بدراسة علوم الإنسان ( الانثروبولوجى ) و الأساطير و الديانات المقارنة كما أنه قبل كل شىء إطلالة عمية على رحاب الأرض و السماء و الشمس و الأبدية لأناس طاولوا ذرى الشمس و الخلود و الأبدية .
أول نسخة مترجمة من كتاب الموتى باللغة العربية جريدة الحزب العربى الديمقراطى الناصرى بتاريخ 25/7/2004 م العدد 919 عن مقالة بعنوان "أول ترجمة كتاب الموتى عن اللغات المصرية القديمة "


كتاب الموتى صدرت مؤخراً ترجمة له عن المشروع القومى للترجمة وهى أول ترجمة للكتاب من اللغات المصرية القديمة الى العربية مباشرة، للمترجم والباحث شريف الصيفى، الذى كتب أيضا مقدمة للترجمة، ومقدمة أخرى للكتاب نفسه، وهى مقاربة لفهم الأسس الفلسفية والروحية التى استند إليها الكتاب.
ومنذ البداية يرفض شريف الصيفى أن يسمى الكتاب كتاب الموتى فهذه التسمية أطلقها عليه علماء المصريات الغربيون، ويقترح الصيفى أن نعود الى الأصل ونسمى الكتاب بالاسم الذى أطلقه عليه أجدادنا العظام، الذين انتجوا تلك الحضارة، وهو الخروج فى النهار. وكانت فصول هذا الكتاب أو بالأحرى نصوصه، قد ظهرت ابتداء من عصر الدولة الحديثة، حتى سقوط الأسرة السادسة والعشرين 1554 525 ق.م وهذه النصوص جزء هام من الأدب الجنائزى المصرى القديم الذى اشتمل على ترانيم ومدائح وصلوات لمساعدة المتوفى على إكمال مسيرته فى العالم الآخر، وكانت العقيدة المصرية القديمة تمزج بين ثلاثة عوالم هى: البشرى، والالهى، والطبيعة، 
وترى ان الموت ليس سوى عملية انتقال من عالم الى عالم ومن ثم يتعين مساعدة المتوفى على إكمال مسيرته، وكان قد عثر على نصوص كتاب الموتى على الجدران الداخلية للمقابر سواء كانت فى هيئة أهرامات أو مصاطب، وعثر عليها منحوتة على جدران المعابد ومدونة على الأكفان والتوابيت والألواح الحجرية وورق البردى وعلى الجلود.. ويرى المترجم شريف الصيفى أن المصريين لم يعترفوا بالموت كنهاية للحياة ونقيض لها، وإنما هو جزء من صيرورتها، ورفضوا أن يكون الموت موتاً،
فمثلا لم يستخدم المصريون القدماء كلمة موت الأفرو آسيوية إلا فى صيغة النفى، واستخدموا بدلاً منها كلمة ونى بمعنى يذهب ، ويعبر ، ويسرع،واستخدام كلمة ودجا بمعنى الذهاب الى هناك، وباجى بمعنى ينام. ويضم كتاب الموتى أو كتاب الخروج فى النهار 190 نصاً جنائزياً ترجمها الصيفى عن برديات الدولة الحديثة وأهمها البرديات المحفوظة فى المتحف البريطانى والبرديات المحفوظة فى المتحف المصرى، ويرى أن القراءة السطحية والساذجة لنصوص الأدب الجنائزى تفترض أن المصرى قدس الموت والحقيقة عكس ذلك تماماً، 
فالاهتمام بالموت جزء من الاهتمام بالحياة ذاتها وجزء من المنظومة الأخلاقية والفلسفية للمصريين القدماء، ولهذا لم يخش المصرى الموت ابداً، فهو يرى أن الروح خالدة وأن حدث الموت ليس سوى عملية عبور ينبغى مساعدة المتوفى على إكمالها، ومن هنا كانت النصوص الجنائزية التى تساعد الروح فى الصعود الى بارئها، وفى تهيئتها للرسو على شاطئ اليقين. 
وكتاب الموتى الذى جاء مع الدولة الحديثة يقوم علىخلفية أسطورية استمر تأثيرها فى وعى ووجدان المصريين ثلاثة آلاف عام، وهى أسطورة إيزيس وأوزوريس، ومعروف أن أوزوريس الذى أصبح فيما بعد سيداً للأبدية، قد قتله أخوه ست رمز الشر والظلم ومزقه الى أشلاء فيما ظلت حبيبته وزوجته ايزيس لسنوات تجمع أشلاءه الى أن بعث من جديد، وأصبحت تعاليمه عقيدة جديدة للمصريين، وكتاب الموتى يأخذ شرعيته الروحية والفلسفية من هذه الأسطورة، وتضم نصوص الكتاب تضرعات الى الآلهة على لسان الكاهن الناطق باسم المتوفى، وهدف التضرعات اخراج المتوفى ضمن من سبقوه من الموتى، وتضم النصوص تعاويذ وتمائم وأناشيد وطقوسا ودعوات، كما تضم السيرة الذاتية للمتوفى والرسائل المرسلة إليه من ذويه وكل الهدف أن لا يشعر بالغربة والعزلة وان يجافى الله الأرض عن جنبيه.
عثر على باب مقبرة سننجم الخشبي في دير المدينة عام ألف وثمانمائة وستة وثمانين ميلادياً ( المتحف المصرى ) 

وتعود أهميته إلى المناظر المرسومة عليه. حيث نرى على واجهته الداخلية، الصورة الخاصة بالفصل رقم سبعة عشر، من كتاب الموتى، يصور المنظر سننجم جالسا مع زوجته تحت مظلة من الأغصان، وهو يلعب السنت.ولقد كان لهذه اللعبة شعبية كبيرة لدى المصريين، إلى جانب تأثيرها الديني على المتوفى في العالم الآخر.الأبعاد العرض ٧٨ سم الارتفاع ١٣٥ سم
كتاب الموتى أقدم كتاب انتهى الينا علمه، دون في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني. فيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات،ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.
"سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعين".. 

هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة".
ربما حلم هاوارد قد تحقق باكتشاف قبر الملك وذالك في الاقصر عام 1922 بدعم من لورد كارنارفون بعد 3000 سنة من وفاة الملك ثم بدأت الشاعات عن لعنة الفراعنه بعد نقل كافة محتويات القبر الى متحف القاهره حيث اعتقد اغلب الاشخاص ومن بينهم بعض علماء الاثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنه ان كهنة مصر القدماء قدصبوا لعنتهم على اي شخص يحاول نقل تلك الاثار من مكانها حيث قيل ان عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت غنج امون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يرفر فوق المنطقه في نفس وقت فتح القبر ومن المعروف ان الصقر هو احد الرموز المقدسه لدى الفراعنه بعد خمس ايام من فتح القبر لسعة باعوضه اللورد كارنافون وهو عائد من عمله في القبر فالتهبت اللسعه ومات كارنافون في فندق القاهرة وانقطعت الكهرباء على القاهرة كلها بشكل غامض في لحظة موته وخلال عشر سنوات مات حوالي عشرين شخص من الذين اشتركوا في عملية فتح القبر واغلبهم مات لاسباب غير طبيعيه كالجنون او الانتحار وفي عام 1966 طلب من مفتش الاثار المصري ان يرسل الكنوز المستخرجه من القبر الى باريس للعرض فحلم ان شيئا مريعا سيحدث اذا ترك الاثار تذهب وحاول ان يوقف هذه العمليه دون فائدة وبعد اخر جلسة تم رفض طلبه فيها مشى المفتش الى منزله وبينما هو في احد الشوارع دهسته احد السيارات فمات في المستشفى ولكن رغم هذه الحوادث الى ان المسؤول الرئيسي عن فتح القبر وهو هاوارد لم يحدث له اي شي غريب حيث عاش الى ان بلغ عمره 66 سنه ثم مات موت طبيعي وكذالك احد الاشخاص المصريين نام في القبر ليلة اكتشافه لكي يبعد اي متطفل ولم يصب باي شي 
فى الاسر الفرعونية الاولى كان يجب على المسئول او الحاكم ان يبرئ نفسه فى محكمة بعد الموت لينجو من العذاب بأن يقول ما يلى
:
انى لم اؤذ احد بالخداع ولم اجعل اقربائى بؤساء ولم ات باية دناءة فى بيت الحقيقة
ولم اتواطأ مع الشر ولم افعل الشر
ولم اطلب كرئيس للناس ان يقوموا باعمال اكثر من المهمة التى اتفق عليها
ولم يوجد بسببى خائف ولا فقير ولا مريض ولا بائس
ولم اعمل قط ما تكرهه الالهة ولم اكذب على اى انسان
 ولم ادع السيد يسئ معاملة عبده
ولم اسبب الجوع لاحد ولم احمل احدا على البكاء
ولم اقتل قط ولم امر مطلقتا بالقتل بصورة غير مشروعة
ولم اكذب على احد ولم انهب مطلقا مخزونات المعابد ولم اقلل المواد المخصصة للالهة ولم انهب خبز المؤميات ولا اشرطتها
ولم ازن قط ولم ارتكب اعمالا مخجلة مع كاهن منطقتى الدينية
ولم اغل اسعار المواد التموينية ولا قللتها ولم اضغط قط على الميزان ولم اتلاعب او اغش فى الوزن الذى اشار اليه الميزان
ولم ابعد الحليب قط عن فم الرضيع
ولم انهب قط من الماشية فى مراعيها شيئا ولم اخذ طيور الالهة بالشبكة ولم اصطد سمكا ميتا ولم قط الماء ايام الفيضان ولم احرف الماء عن قناته
انى برئ برئ برئ
(بعض ما ورد فى الفصل 125 من كتاب الموتى) 

 هذا الاعتراف تلخيص للتشريعات المرعية فى المجتمع المصرى القديم من الحالكم وهى تتفق مع اى تشريعات سماوية

قراءة في كتاب الموتى .. عند قدماء المصريين

أكرم أنطاكي

 

إلى “المعلِّم السيِّد”…

لقد صار قلـبي قابلاً كل صـورة فـمرعى لغـزلان ودير لرهبـان

وبيت لأوثـان وكعـبة طـائـف وألـواح توراة ومصـحف قـرآن

أديـن بدين الحب أنّى توجّـهـت ركـائـبه فالحب ديـني وإيـماني

محيي الدين بن عربي

1

يقال إنه عند بوابة معبد تاييس في روما كان ينتصب تمثال لامرأة منتقبة من رأسها حتى أخمص قدميها، تحمل بين يديها لوحاً نُقش عليه: “أنا إيزيس ذات الجلال… تلك التي كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد… تلك التي لا يكشف نقابها حيٌّ…”.

ويتبسم بعضهم لدى سماعه مثل هذا الكلام الذي قد لا يعني في نظره شيئاً. فإيزيس لم تعد، وتراثها قد اندثر، وما نسمعه أو نقرأه عنها اليوم قد لا يتعدى مجرد ميثولوجيا… ولكن…

من قال إن إيزيس لم تعد؟ ثم، تراها من هي “… ذات الجلال… التي كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد… [و] التي لا يكشف نقابها حيٌّ…”؟!

وقد يكون الموت هو نقابها… فإذا كان الأمر كذلك فعلاً، إذ ذاك، لعل “… تلك التي كانت ومازالت وستبقى…” هي أمنا، ورمز الحياة الأزلية…

ونبدأ من هنا، بعين قلبنا، نحاول، من وراء النقاب، بحياء وتخشع، نتلمس بعضاً من سرّ…

تلك التي كانت، ولم تزل تدعى… “سيدة الأفراح والأتراح”… تلك التي تعيدنا إلى الـ …

 

2

بداية

قلت بعين قلبنا… وأنا أعني فعلاً ما أقول… وأنا أشعر بثقل ذاك الذي أمسى اليوم يقيد جميع أفعالنا… ذاك العقل البارد الذي انقطع، بمشيئة الألوهة، عن جذوره…

وقد كان اسمه عند قدماء المصريين سِت Seth أو الشيطان – ذاك الذي كان الأجمل والأقوى بين الآلهة، حتى كان سقوطه… ومع سقوطه، بمشيئة الألوهة أيضاً، بدأت مأساتنا، إن لم نقل، مسيرتنا…

والبداية من خلال ذلك العقل قد تكون، ههنا، مجرد محاولة متواضعة للتأمل في بعض أسس ديانة مصر القديمة. ولكني…

قلت “بعين القلب”، وعقلي يقيِّدني، ويعيدني، عبر منطقه، إلى ما أفترضه “بداية”… وتلك حين أقرأها بعين قلبي تقول على لسان آتم إن…

“… كنت وحيداً وساكناً في قلب النون حيث… لم يكن ثمة مكان لوقوفي أو لجلوسي… لم تكن هيليوبوليس مدينتي قد أُسِّست بعد… ولم يكن عرشي بعد قد صُنع… ولم أكن بعد قد خلقت نوت، ذلك المجمع الإلهي الذي كان مايزال في داخلي… كنت أحلِّق ساكناً وكأني العدم…”

ويقول النون، أو “العدم”، لآتم إن:

“… تنشق ابنتي مآت وأرفعها إليك مستنشقاً لكي يحيا قلبك. ولتكن ابنتك مآت وابنك الحياة معك واحداً…”

وكان أن:

“… خلقت نفسي بنفسي كما أردت… فكنت ذلك الأزل… رآ الخارج من النون [أو العدم]… وسيد النور…”

وكان اليوم الأول، حيث، كما تقول الأسطورة، جسّد آتم-رآ الثنائي الإلهي الإله شو والإلهة تفنوت… كان شو يمثل، من خلال بعده الأول نسمة الهواء، بينما كانت تفنوت تمثل من خلال البعد نفسه الرطوبة… أما من خلال بعدهما الثاني فكانا يمثلان الزمان والمكان، حيث كان شو يمثل بعد الزمن الأزلي، وكانت تفنوت تمثل بعد المكان اللامتناهي…

وينجب شو وتفنوت… ومن النسمة والرطوبة والزمان والمكان يولد الكون عبر الثنائي الإلهي جب ونوت… حيث كان الإله جب يمثل الأرض أو الجماد، بينما تمثل الإلهة نوت السماء التي تحتضنها.

ويتابع “مهندس الكون” – صانع العالم demiurgos – صنعته بعد إيجاده للـ”نظام الكوني” بخلق “النظام الأرضي”… فمن الثنائي الإلهي جب ونوت كان الثنائيان الإلهيان إيزيس وأوزيريس وست ونفتيس… وقد كان الثنائيان متكاملين، حيث الثنائي الأول إيزيس وأوزيريس يمثل قوى الحياة والخصب، بينما يشكل الثنائي الثاني انعكاساً له ونقيضاً، إن لم نقل إنه كان مكمِّلاً له. بذلك تكتمل الألوهة المصرية وقد أضحت تساعية التجلي… تلك…
“… الكبرى القاطنة في هيليوبوليس: آتم، شو وتفنوت، جب ونوت، أوزيريس وإيزيس، ست ونفتيس، أبناء آتم السعيد بأولاده…”

وتستمر الخليقة ويكون الإنسان، كما جاء في مخطوط الطريقين:

“تلك كانت الكلمات التي نطق بها سيد الأكوان: عند بوابة الأفق قمت بأربعة أعمال جليلة. خلقت الرياح الأربع بحيث يستطيع كل كائن أياً كان مكانه أن يستنشقها. وكان هذا هو العمل الأول. ثم خلقت الفيضان لينمو من خلاله الصغير والكبير. وكان هذا عمل آخر. ثم خلقت كل إنسان مساوياً لأخيه، ولم أسمح بالشر. ولكن قلوب البشر خالفت إرادتي. وكان هذا ثالث أعمالي. وجعلت قلوبهم لا تفكر بالغرب، وجعلتهم يرفعون ابتهالاتهم لآلهة المحبة. وكان هذا آخر أعمالي. فقد خلقت الآلهة من عَرَقي والبشر من دموعي…”
وتتم الخليقة، ويقف الإنسان، ذلك الذي خلقته دموع رآ ساجداً، مسبِّحاً الخالق… وتلك الشمس التي ترمز إليه…

ترنيمة مرفوعة إلى رآ حين يشرق

“… لك التكريم، يا من أنت رآ حين تشرق وتمو حين تغرب. إنك تشرق، إنك تشع، إنك تشع. يا من تُوِّج ملكاً على الآلهة. أنت سيد السماء، [أنت] سيد الأرض؛ [أنت] خالق المقيمين في الأعالي وخالق القاطنين في الأعماق. [أنت] الإله الواحد الذي ولد في بدء الزمان. خالق الأرض ومكوِّن الإنسان…”

وفي المساء، بعد أن يعبر عمن-رآ بمركبته الإلهية قبة السماء ويعود إلى مآت… يسبِّح الإنسان المصري القديم العائد من حقله أو من عمله خالقه من جديد قائلاً:
“… لك التكريم، أيها الكائن المجيد… يا سيد الأبد، يا أمير الأبدية، يا عاهل كل الآلهة، يا إله الحياة، يا خالق الأبد، يا صانع السماء… إنك تنطلق كل يوم فوق السماء والأرض… إنك تعبر أعالي السماء، وقلبك مفعم بالفرح؛ وبحيرة تستس مطمئنة بذلك… رآ يحيا بمآت الجميلة. وقارب السكتت يدنو ويرسو، الجنوب والشمال، الغرب والشرق، تلتفت لتسبِّحك، يا جوهر الأرض البدئي الذي نشأ من تلقاء ذاته…”
ويستصرخنا ست، من خلال عقلنا، لكي نتوقف قليلاً ولنتأمل، بمنطق الأشياء، في تلك الأسطورة التي أوردنا ونورد، من خلال ماديتها – ومادية الأشياء تدفعنا إلى التفكير في طبيعة المجتمع المصري آنذاك وبمستويات تطوره…
والمجتمع المصري آنذاك كان مجتمعاً زراعياً، وحياته كانت تتمحور حول علاقته بالأرض وبما تنتجه، وحول النيل وفيضاناته وطميه وما يحمله لتلك البلاد من خصب… وأيضاً، حول الجفاف والصحراء والموت… ومن هذا الواقع المادي نفسر اليوم نشأة تلك الأساطير التي سادت في حينه على ذلك المجتمع الزراعي البدائي، النابع من غياهب ما قبل التاريخ… ولكن…
إذا كانت الأمور كذلك فعلاً فإن التساؤل الأساسي يبقى: من أين، تحديداً، نبع ما يدعوه منطقنا المحدث “أسطورة”؟! أمن تلك الغياهب التي يدعوها علمنا “ما قبل التاريخ”؟ كيف، والأسطورة، وما وصلنا منها، تعبّر عن رقي روحي لامتناهٍ في سموِّه؟! وهذا قد لا يتفق، قياساً إلى جدلية منطق العقل، مع ما نفترضه “همجية بدائية”…

ويتبسم ست ولا يجيب… ويدعنا لذاتنا من جديد لنتابع التحليق مع الأسطورة… وهذه تعيدنا من السماء إلى الأرض… ومن خلال تواصل السماء مع الأرض، تقودنا إلى…

 

3

أسطورة أوزيريس…

والفهم الظاهر لتلك الأسطورة يتحدث عن أوزيريس-أونينينفير (ذاك الذي يبقى كاملاً إلى الأبد)، خليفة جب، وملك الأرض الذي وهب الحضارة للبشر… الأمر الذي جعله معبودهم فـ… أثار غيرة أخيه ست الذي تآمر مع اثنين وسبعين من أنصاره لقتله… ويتمكن ست من الحصول على مقاييس جسم أوزيريس… ويصنع تابوتاً رائع الجمال ينطبق على تلك المقاييس… ووسط حقل يضم الجميع يعرض ست ذلك التابوت الذي يثير إعجاب الحضور… يقترح ست تقديم التابوت هدية لمن تنطبق قياسات جسمه على التابوت… وكان ذلك الشخص هو أوزيريس الذي يسارع المتآمرون فور استلقائه داخل التابوت إلى إحكام إغلاقه بالرصاص وإلقائه في النيل الذي يحمله إلى البحر الذي يبتلعه… لكن زوجه إيزيس وشقيقتها نفتيس، زوج ست، المفجوعتين بفقدان أوزيريس، تتمكنان من العثور على الجثمان وإعادته إلى بيبلوس… ويكتشف ست مخبأ الجثمان فيقطِّعه إلى أربع عشرة قطعة ينثرها فوق أرض مصر… وتعاود إيزيس ونفتيس البحث من جديد… يساعدهما رآ عبر توت وأنوبيس اللذين يعيدان تشكيل جسم أوزيريس… وتلك كانت أول مومياء… ومن خلال صلوات إيزيس ونفتيس يعود أوزيريس إلى الحياة من جديد… تتحد إيزيس مع جسم حبيبها وتحبل فتلد ابناً هو هوروس… وتربيه سراً حتى يكبر ويصبح قادراً على الثأر لأبيه… ويصارع هوروس ست ويهزمه… وتنتهي الأسطورة بانتصار الخير و… – وهذا أروع ما في الأمر – باستيعاب رآ لسِت الذي يعود ليسهم في قيادة المركب الإلهي…

وينتهي بهذا عرضنا لما أسميناه فهماً “ظاهراً” لأسطورة أوزيريس التي تشكل بحق مفتاح ديانة مصر القديمة… ولكن… ما هو يا ترى ذلك الفهم الآخر لتلك الأسطورة الساحرة؟…
حول هذا الموضوع يحدثنا غ. قولبقجي في مقدمته لـكتاب الموتى قائلاً:

“كان المصري القديم مبهوتاً، مفتوناً بسر الموت. كان الكون بأسره في نظره تابوتاً عظيماً، كونياً. وفي مركزه كان أوزيريس، الإنسان الكوني، الساقط، السجين، المشلول، الذي يخضع جسمه لقوى الشر. إنه “الإنسان الأول” عند الغنوصيين […]، آدم قدمون القباله، وبطل المأساة الكونية البدئية. “الكائن الخيِّر”، أوزيريس، قد ضحى بذاته؛ وهذه التضحية ظلت لغزاً مبهماً […].
“بموت أوزيريس – الإله المركزي – لا تتجلى الآلهة الأخرى إلا وفقاً لهذه المأساة: إنها تقدِّس ذكراه وتمجدها؛ تبكيه، تثأر له. وكالعدوى، سرعان ما يصيب موت أوزيريس صفوف الآلهة الذكور، صغارها وكبارها: يمسي رآ وهوروس، بتاح وآمن، هابي، وقبحسنوف، إلخ، جامدين، أذرعهم متصالبة على صدورهم – في وضعية المومياء الكهنوتية -، ينبثقون أمامنا تحت سمات أوزيريس الذي جمّده الموت. الآلهة تحتضر؛ الآلهة ماتت… وماذا عن الإلهات؟ إنها تحيا لكي تنتحب ولكي تندب. جو مفجع، استيهامي، غير واقعي يهيمن على الحياة المصرية كلها […]…
“قوى الشر تنتصر. أجل إن إيزيس ونفتيس، هاتور ونيت تحمي عالمنا المفجوع؛ لكن إيزيس – الإلهة المركزية –، أمست أرملة. وكاليتيم، كـ”ابن الأرملة”، يحيا كل مسارَر مصري على الأرض متروكاً، وحيداً، مستسلماً…
“مات أوزيريس، لكن أوزيريس لم يزل. إنه ههنا، سيد عمنتي ومليك العالم السفلي. إنه كبير قضاة الموتى. ساكناً، جامداً، موثقاً بعصائبه كمومياء، يتقبل تكريمهم. أجل، إنه موجود؛ لكنه ظِلٌّ بلاقوام، شبح، أقل واقعية حتى من أولئك الموتى الغادين الرائحين، المتدافعين، المنتحبين في غياهب الظلمات الأبدية […].” (ص 13-14)
ترنيمة إلى أوزيريس

“… لك التسبيح، يا أوزيريس، رب الأبد، أون-نفر، حرو-خوتي (هرمتشيس)، العديد الأشكال، والجليل الصفات، بتاح-سكر-تم في عنو (هيليوبوليس)، رب الموضع الخفي، وخالق حة-كه-بتاح والآلهة [هناك]، مرشد العالم السفلي الذي تمجده الآلهة حين يغرب في نوت. إيزيس تعانقك بسلام، وتطرد العفاريت من فم دروبك. إنك تولّي وجهك نحو عمنته، وتجعل الأرض تشع كما النحاس المكرَّر. أولئك الذين رقدوا ينهضون لرؤيتك، ويتنفسون الهواء وينظرون إلى محيّاك حين يصعد إلى أفقه. قلوبهم بسلام ماداموا يشاهدونك، يا من هو الأبد والأبدية…”

 

4

وقفة تدعي العقلانية

“أي جنون هذا! أي هراء! وأي تخريف!” بهذه الكلمات قبل ما يقارب الخمسين عاماً تحدث العالم الألماني الكبير المختص بالمصريات أدولف إيرمان، واصفاً عقلية قدماء المصريين وديانتهم… ويجيبه متبسمين زملاء له إنكليز بأن “ذلك الشعب كان شعباً مجنوناً” وأن كتاب الموتى الذي نحن بصدده لا يتعدى “مجرد أقصوصة مملة، إن لم نقل مجموعة ترهات خانقة…”. ويضيف بعض الأطباء النفسيين إنهم “يجدون أنفسهم من خلال تلك الديانة القديمة أمام ظاهرة شعب مصاب بالهستيريا، إن لم نقل بالفصام…”.
قد يميل بعضنا إلى تأييد وجهة نظر هؤلاء… وقد يتساءل، من منطلق ما يسميه “عقلاً”، عن سبب انشغالنا بأولئك السُذَّج الذين قضوا؟!… لماذا ننشغل بالأموات، والأحياء أولى باهتمامنا؟!…

هذا، على الأقل، ما قد توحيه لنا ماديتنا التي سرعان ما تدفعنا، أياً كانت العقيدة التي نزعم اعتناقها، إلى عدم التفكير بالموت… فالموت أمسى في عصرنا المادي هذا موضوعاً محظوراً… ولكن…
كلنا يعلم أن هذا هو مصيرنا جميعاً، أياً كنّا… وأن لابد في هذه الحياة “الدنيا” من مجابهته بهذا الشكل أو ذاك… من خلال من نعرف ونحب، ممّن هم بضعة منا… وأن نجابهه كمصير محتّم… حيث…

“لا حول ولا قوة إلا بالله”، الذي “إنّا لـ[ـه] وإنا إليه راجعون”، كما تقول حكمة الدين الحنيف… وكما رددت، وتردد معها – بتعبيرات أخرى -، جميع الحكم في جميع الأديان…

فعبر آلاف السنين، وعلى كرّ الأجيال، كانت مأساة الضمير الإنساني تتمحور حول المضمون السرّاني للموت كبوابة تتصل حياتنا من خلالها بالأبدية…
وأكثر من جميع الشعوب الأخرى، كانت حياة قدماء المصريين تتمحور حول ذلك السر الأزلي لذي بقي الشاغل الرئيسي للإنسانية … حتى ذلك العصر الذي نصطلح على تسميته اليوم بـعصر “النهضة” Renaissance، و…

الذي نلاحظ إبّانه تقدم الفكر المادي، والتراجع التدريجي لاهتمام البشرية بالحياة الآخرة… فمع سيطرة التفكير المادي، لم يعد الموت شاغلاً للبشرية التي أمست اهتماماتها تتمحور حول ما تفترضه واقعها “الملموس″… لم يعد الإنسان “المعاصر” يبدي أي اهتمام جدي بتلك الآفاق الواسعة للحياة غير المادية. فتزعزعت بذلك أسس عالمه الروحي والأخلاقي…

ويتلمس الإنسان المعاصر، وهو داخل اليوم في الألف الثالث بعد الميلاد، هذه المأساة… لذا، نراه يعود اليوم، وجلاً حذراً، للتفكير مجدداً بما تضمنته كتب الحكمة القديمة… ومن ضمنها ذلك الكتاب الذي نستعرض في هذه الدراسة بعض ما جاء فيه… كتاب الموتى – كما أسميناه – الذي كان قدماء المصريين يسمونه فصول في الخروج في وضح النهار … ومن خلال عقولنا، وقلوبنا، نتابع التأمل بما تعنيه…

 

5

ظاهرة الموت…

حيث لم يعد للموت، عند غالبية البشر اليوم، بعداً سرّانياً… ولكن…

إن عدنا إلى أعماق نفوسنا… إن تأملنا بتلك الظاهرة من خلال ذلك الجثمان المسجّى أمامنا، في تلك اللحظة التي نعرف وعرفنا جميعاً… إن تأملنا بذلك الإنسان الذي أمسى جيفة – وكان قبل سويعات “حياً” أمامنا.. إن تأملنا بجسمه وقد غادره ذلك الكائن اللامرئي المجهول الذي كان يسكنه… أنرانا لا نجد أنفسنا أمام مأساة هي، من حيث أبعادها، المأساة الأخيرة من سلسلة تلك المآسي والانهيارات الكونية؟…

أتراه، يا ترى، عبى صعيدنا البشري، تجسيد لسقوط الآلهة؟… لست أدري!… ولكن لم لا نعترف بكل تواضع بذلك البعد الروحي والسرّاني غير المتناهي الذي يتملّكنا في تلك اللحظة من خلال ما نشعر به من ألم؟… وكأن الألوهية شاءت بحكمتها أن يكون الألم بوابتنا الرئيسية إليها…
اليوم، ومن خلال كتاب الموتى، نتلمس، ربما، بأن الموقف من الموت هو ما كان يشكل بحق عمق قدماء المصريين وعظمتهم… وهذا الموقف هو ما عبّرنا عنه في بداية بحثنا هذا، من خلال ما أسميناه “نقاب إيزيس″…

فالموت كان، ومايزال، وسيبقى مصيراً ومآلاً… يقف الإنسان المعاصر أمامه اليوم، كما وقف المصري القديم قبل آلاف السنين، عاجزاً… وكأن الإنسان يواجه من خلاله نهاية، إن لم نقل هوة، لا يمكن عبورها… ولكن، ربما…

كان ذلك وهماً أو حقيقة… فإن شعورنا، من خلال ما نتلمسه اليوم من ديانة مصر القديمة، هو أن أبناءها قد نصبوا، من خلال إيمانها، جسراً حاولوا عن طريقه تجاوز تلك الهوة نحو ذلك المجهول الذي لا نعلم… ومن خلال الدموع، ومن خلال الألم، تبدأ – والله أعلم – تلك…

 

6

المحاكمة أو عملية وزن القلب

“… قلبي معي، ولن يحدث أبداً أن يُغتصَب. أنا سيد القلوب، ذابح القلب. أحيا في الحق والحقيقة [مآت] وكياني فيها. أن هوروس، المقيم في القلوب، الذي داخل المقيم في الجسد. أحيا في كلمتي، ولقلبي الكينونة. فلا يُغتَصَبَنَّ مني قلبي، ولايُجرحنّ، ولايُسدَّدنّ إلي جروح ولا انتهاكات لأنه اغتُصِب مني. ليكن كياني في جسد أبي جب وأمي نوت. لم أرتكب ما تحرِّمه الآلهة. فلا أنكسرنّ هناك، بل فلأنتصرنّ…”

“… قلبي، أمّاه، قلبي، أمّاه‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! قلبي وجودي على الأرض. فلا يقفنّ شيء لمعارضتي في المحاكمة؛ ولا تكوننّ معارضة ضدي في حضرة الأمراء ذوي السلطان؛ ولا يدبَّرنّ لي شرّ في حضرة الآلهة؛ ولايكوننّ تخلٍّ منك عني في حضرة الإله الأعظم، رب عمنتة. لك التكريم يا قلب أوزيريس – خنت-عمنته! لك التكريم يا مقر شعوري! لك التكريم أيتها الآلهة القاطنة في السحب الإلهية، والمقدسة بفضل صوالجك! قولي كلمات منصفة فيّ لأوزيريس-عوف-آنخ، واجعليه يزهو أمام نحبكة. وأنظر، فمع أني مشدود إلى الأرض، وإلى أعمق أقاليم الأرض القدير، دعني أبقى على الأرض ولا أموت في عمنتة، بل دعني أكون خو هناك إلى أبد الآبدين…”
“… قلبي، أمّاه، قلبي، أمّاه! قلبي الذي به وُلدت! فلا يقفنّ شيء لمعارضتي لدى محاكمتي؛ ولا تكوننّ معارضة ضدي في حضرة الأمراء ذوي السلطان [تشه تشه]؛ ولاتكوننّ معارضة منك في حضرة ذاك الذي يحرس الميزان! أنت كا-ي القاطن في جسمي، الإله خنمو الذي يشد أعضائي بعضها إلى بعض ويقوّمها. فلتخرجنّ إلى موضع السعادة إلى حيث ذهبتم. فلا يتسببنّ الشنيت، الذين يصوغون شروط البشر، في إنتان اسمي. [ليكن مرضياً لنا، وليكن الاستماع مرضياً لنا، وليكن فرح القلب لدى وزن الكلمات, ولا ينطقن بما هو زائف ضدي أمام الإله العظيم، رب عمتنة. حقاً، كم ستكون عظيماً حين تشرق ظافراً!…]“

ونشعر بالدوار، وربما، من خلال واقعنا، بفقدان الصلة، حيث… لابد أن تصدمنا كل تلك الكلمات والعبارات الغريبة التي لم يعد لها اليوم علاقة بما أسميناه “واقعاً”… وتلك الكلمات والعبارات تعبّر قطعاً عن رمزية معينة… قد تستدعي، ربما، بعض التوقف أمام…

 

7

رمزية القلب…

حيث، كما رأينا، فإن أول ما يواجه المنتقل بنفسه إلى الآخرة، في حضرة الألوهة، بحسب قدماء المصريين، ميزان قلبه… ونسترجع هنا نصاً مقتطفاً أوردناه في مطلع بحثنا يقول على لسان “رب العالمين” أن “… خلقت كل إنسان مساوياً لأخيه، ولم أسمح بالشر، لكن قلوب البشر خالفت إرادتي. وكان هذا ثالث أعمالي. فجعلت قلوبهم لا تفكر بالغرب، وجعلتهم يقدّمون ابتهالاتهم لآلهة المحبة. وكان هذا آخر أعمالي… فلقد خلقت الآلهة من عرقي والبشر من دموعي…”

فنجد أنفسنا… كما في الحياة… أمام ثنائية ظاهرة تتحدث عن الغرب مقابل الشرق… كرمز للموت مقابل الحياة… وللعقل مقابل القلب… إن لم نقل للألوهة وما تتطلب من كدح وألم كمكمِّل لتلك الإنسانية التي تبدو “ساقطة”… وما تتطلب عبر مسيرتها من دموع…

فمن خلال القلب، كرمز للمحبة من جهة، ولما تمثله تلك المحبة من ألوهة من جهة أخرى… يواجه الإنسان مصيره… وذلك أيضاً يبدو ثنائياً… حيث يكون المصير إما الحياة الأبدية وإما الهلاك الأبدي… وما بين هذا وتلك… إما الانتصار من خلال التجربة على ما سيواجهنا في أعماق نفسنا التي تحررت من قيودها… وبالتالي، الترقي إلى مصاف الآلهة… وإما العودة إلى ذلك العالم الحسّي الذي أحببنا ومازال يشدنا… هذا ما يعتقده بعضهم “تقمصاً” للروح وعودة لها إلى التجسد… فنحن، في غالبيتنا، كنا ولم نزل ذلك الإنسان الذي يردد خجلاً بمحضر من الخالق قائلاً:

“… إني مشدود إلى الأرض… دعني أبقى على الأرض ولا أموت في عمنته…”

فهكذا شاءت الألوهة من خلال دموعها… أن يبقى ذلك “الظلوم الجهول” يفضل فناءه على خلودها… وتلك الظاهرة المرعبة من حيث عمقها هي التي جعلتني أتوقف قليلاً، ربما، من أجل مقارنة أخرى عابرة مع…

 

8

كتاب آخر…

ذلك أنه يوجد لدى شعب آخر، في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، قديم وعريق قدم وعراقة قدماء المصريين، كتاب يدعى بلغة أبنائه بالـباردو تودول Bardo Thödol، أو كتاب درب الانعتاق… وقد أسميناه بلغتنا، كما أسمينا كتاب المصريين، كتاب الموتى التيبتي… فكلا الكتابين، كما يبدي ظاهر الأمور، كان يترافق مع تلك الحال التي ندعوها “موتاً”، أليس كذلك؟… ولكن…

إن كانت المقارنة المباشرة بين الكتابين غير ممكنة من حيث الشكل، فإنها تبقى ممكنة جداً من حيث المضمون – وإن تكن صعبة وتتخطى من حيث الإمكان الإطار المرسوم لهذا البحث المتواضع… لذا… سنكتفي هنا بالتلميح إلى بعض ما يشكل العمق المشترك لكلا الكتابين… وهذا العمق المشترك يتركز في نقطتين أساسيتين… حيث…

- كلا الكتابين يتحدث عن مواجهة حتمية بين النفس الإنسانية المتحررة من عقالات الجسم وبين تلك الآخرة – وإن يكن ذلك على صورة مواجهة أوهام منفلتة من عقالها في الـباردو تودول، أو على صورة مواجهة آلهة العالم الأسفل عند قدماء المصريين…

- كلا الكتابين يتحدث عن ضرورة انتصار النفس في ذلك الامتحان… عندها تكون قد حققت خلودها… وإلا، إن لم تنتصر، يكون فناؤها أو… عودتها…

مقتطف من الـباردو تودول (الدرس الأخير)

“للأسف… بات مكتوباً عليّ الهيام في الحال الوسيطة حيث الأثر غير الواعي… فلتقدني الآلهة المسالمة والغاضبة على درب تجاوز الخوف والرهبة… ولتدفعني الآلهة المؤنثة الجبارة، أمهات كل المعارف من الخلف… ولتحرر دربي من مخاوف الـباردو… ولتضعني في قلب يقظة البوذا الكاملة والطاهرة…

“مازلت مرتبطاً بمن أحببت، وقد بات مكتوباً عليّ الهيام وحيداً… هاأنذا الآن أواجه الصور الفارغة لمرآة انعكاس… دعني من خلال محبة البوذا أتجاوز مخاوف الـباردو… ومن خلال الأنوار الخمسة الطاهرة المشعة للحكمة الأساسية اجعلني بلا خوف ولا وجل أتعرّف على الحال الوسيطة…

“وإن كان مكتوباً عليّ العذاب بسبب كرماي السيء… فلتجنِّبني الـيي-دَمْ الإلهية من الألم… ولينطلق من أعماق حقيقة الذات الخالدة… متجسدة من أجلي كآلاف الرعود… نغم ذاك التعبير السداسي الخالد…

“أوم مني بدمي هُمْ…”

 

9

شرح وابتهال و… اعتراف وصلاة…

جاء في كتاب لجيرار أونكوس المعروف ببابوس في العلوم السرانية نقلاً عن فابر دوليفيه حول الديانات القديمة إنه…

“… كانت الأديان القديمة عموماً، والديانة المصرية منها تحديداً، مليئة بالأسرار. كانت الصور والرموز تشكل أساس نسيجها اللامتناهي في جماله! كتاب مقدس وضعته سلسلة لم تنقطع من أبناء الآلهة الذين يقرأون في كتاب الطبيعة، ومن خلاله في كتاب الألوهة، ويترجمون تلك اللغة التي لا يمكن فهمها إلى لغة البشر…

“كان الدين يشتمل على كل شيء، [ولكن]…

“لم يكن كل شيء مباحاً… لم تكن الأسرار تُتداوَل بين الجميع لأنه كانت للأسرار حرمتها… كانوا يصونون المعارف الإلهية… [لسبب بسيط جداً ومفهوم جداً، ألاوهو]…

“… أن تلك المعارف كانت موجودة فعلاً!

“… لذا، للحفاظ على تلك الحقيقة، لم يكن من المسموح تداولها بين الجميع…”

ونتابع بعد استعراضنا المتواضع هذا مع قدماء المصريين، ومن خلالهم مع تلك النفس الإنسانية التي بات عليها عند ميزان قلبها أن تواجه الأخطاء التي ارتكبت في الدنيا…

 

ابتهال…

“- لك التكريم يا رب الآلهة المرصعة بالنجوم في عنّو، والكائنات السماوية في خر-آحه؛ أنت الإله أنتي الأمجد بين الآلهة التي في عنّو.”

“- هبني درباً أمرّ فيه بسلام، لأني عادل وصادق؛ لم أنطق بالكذب عن سوء نية، ولا فعلت شيئاً على سبيل الخداع…”.

“- لك التكريم، أيها الجبار في ساعتك، أنت الأمير العظيم الجبار، القاطن في عن-رط-ف، رب الأبد ومبدع الأبدية، أنت سيّد ستن-حنن.”

“- هبني درباً أمرّ فيه بسلام، لأني عادل وصادق؛ لم أنطق بالكذب عن سوء نية، ولا فعلت شيئاً على سبيل الخداع…”.

“- لك التكريم، يا مبدع الآلهة، يا ملك الشمال والجنوب، أيا أوزيريس، المنتصر، حاكم العالم في فصولك الفاتنة، أنت رب العالم السماوي.”

“- هبني درباً أمرّ فيه بسلام، لأني عادل وصادق؛ لم أنطق بالكذب عن سوء نية، ولا فعلت شيئاً على سبيل الخداع…”.

 

الاعتراف السلبي

“1. مرحباً، يا صاحب الخطى الواسعة، أيها الخارج في عنّو (هيليوبوليس): لم أفعل إثماً.

“2. مرحباً، يا من يعانقه اللهب، أيها الخارج من خر-أحة: لم أسطُ بعنف.

“3. مرحباً أيها الأنف الإلهي (فنطي)، الخارج من خمنّو (هرموبوليس): لم أكن عنيفاً مع أي إنسان.

“4. مرحباً، يا آكل الظلال، أيها الخارج من موضع شروق النيل: لم أسرق.

“5. مرحباً، نحه-حاو، أيها الخارج من ره-ستو: لم أذبح رجلاً أو امرأة.

“6. مرحباً، أيها الإله السَّبُع المثنّى، الخارج من السماء: لم أجعل الكيل خفيفاً.

“7. مرحباً، يا ذا العينين الصوانيتين، الخارج من سخم (ليتوبوليس): لم أكن مخاتلاً.

“8. مرحباً، أيها اللهب، الخارج و[أنت] تتراجع: لم أختلس ما يخص الآلهة.

“9. مرحباً يا ساحق العظام، أيها الخارج من سوتن-حنن (هيراكليوبوليس): لم أفه بباطل.

“10. مرحباً، يا مضرم اللهب، أيها الخارج من حة-كا-بتاح (ممفيس): لم أنتزع طعاماً.”


وتتتابع الاعترافات على المنوال نفسه… المعبِّر عن سموّ روحي غير متناهٍ في رقّته…

“… لم أفه بكلمات سوء… لم أعتد على إنسان… لم أقتل البهائم المخصصة للآلهة… لم أكن فضولياً ولم أتسبب بأذى… لم أفه بكلام ضد أي إنسان… لم أذعن لغضب يخصني بلاسبب… لم أشوِّه سمعة زوج أي رجل… لم ارتكب خطيئة بحق الطهارة… لم أوقع الخوف في قلب أي إنسان… لم أنتهك المواسم المقدسة… لم أكن رجل غضب… لم أصمّ أذني عن كلمات الحق والصدق… لم أحرض على النزاع… لم أُبك إنساناً… لم أرتكب الفواحش… لم آكل قلبي… لم أتصرف بعنف… لم أشتم إنساناً… لم أتسرع في الحكم… لم آخذ بثأري من الإله… لم أكن خبيثاً ولم أصنع شراً… لم أنطق بلعنات ضد الملك… لم ألوث الماء… لم أجعل صوتي متعجرفاً… لم ألعن الإله… لم أتصرف بوقاحة… لم أسع إلى الامتيازات… لم أوسع ثروتي بما لا يخصني… لم أزدرِ إله مدينتي…”

ونعجب… ومثلنا يعجب المؤرخون الذين، إذ يرجعون إلى ما يعلمون عن مصر القديمة، يدعون الباب مفتوحاً لاحتمالات لا يعلمون مداها… فما بين أيدينا يعبِّر حتماً عن رقي روحي وحضاري لم يأتي من همجية عصور حجرية… وتتدخل الأسطورة مجدداً لتعيدنا إلى…

 

10

هرمس المعظّم ثلاثاً…

حول هذا الموضوع يتحدث غ. قولبقجي: “كل شعب فهو يتلقى رسالة تاريخية يؤديها – كبيرة كانت أم صغيرة –؛ وهذه المهمة لايقوم بها وحده، بتضافر طوارئ معينة، تقوده المصادفة وغرائزه أو “لاوعيه”: إنه يتلقى تأهيل وتعليم وتوجيه مرشديه الروحيين، بقصد القيام برسالته؛ وهذا العمل الطويل النفَس لا يفلح دوماً… وحالة مصر القديمة مفيدة بخاصة لأن المرء يمكنه أن يدرس فيها مسعى للتوجيه أفلح، أو كاد…”

ويتابع غ. قولبقجي قائلاً: “إن شخص معلِّم (مرشد، مسارِر) الشعب المصري معروف – استناداً إلى الأساطير وإلى معطيات المنقول؛ فاسمه المستعار، المهلَّن فيما بعد (يذكره أفلاطون في كتابيه فيذروس وفيليبوس)، كان هرمس تريسمجسطوس (أو “المعظَّم ثلاثاً”).” (ص 39) – أو “المثلث بالحكم”، كما جاء ذكره في المصادر العربية…

فهرمس “المعظَّم ثلاثاً” هذا، كما أسماه الإغريق – وهو أيضاً بحسب الأسطورة اليونانية رمز عطارد – كان يُعرف عند قدماء المصريين بـ”توت”، إله القمر وصاحب علوم الفلك والرياضيات والحكمة… وهو الذي كان يدعى “أخنوخ” وفق الميثولوجيا العبرانية والمسيحية، والنبي “إدريس″ عند العرب…

عنه “… يحكي القفطي واليعقوبي وابن أبي أصيبعة أنه عاش في مصر قبل الطوفان، وأنه جاب أقطار الأرض باحثاً عن الحكمة حتى رفعه الله إليه…” قيل عنه إنه كان “أول من تكلم في الجواهر العلوية وحركة الأفلاك…” (عفيفي، ج 2، ص 45) وأيضاً…

عنه تكلم رمزاً الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في فصوص الحكم، ناسباً إليه تلك “الحكمة القدّوسية” المرتبطة بالتنزيه الإلهي… أفليس إدريس هو ذلك المنزَّه من خلال ذوقه، فرفعته الألوهة لقدسيته إلى علوِّها… إذا…

إدريس، أو لنقل هنا، هرمس… كان المعلم الأسطوري لمصر القديمة… وأبا معارفها الروحية السرّانية…

فلنتخيل أمامنا شعباً غارقاً من خلال واقعه المادي بالطين… وقد بات من خلال المعلِّم يحلق مع الآلهة…

يقال عن هرمس إنه كان يكلِّم المصري قائلاً:

“… إن كنت تريد أن تحيا مع الآلهة… فكن طاهراً وكاملاً كما هي… و…

“… إن كنت راغباً في أن تصير إلهاً… فكن جديراً بذلك… وليكن مسلكك على هذه الأرض بحسب شريعتها… ولتتبع ما تكتبه لك السموات… فلا تخجل الآلهة من حضرتك… ويصير بوسعك مخاطبتها مخاطبة الندّ…”

فتعاليم هرمس من خلال بنيانه كانت، كما يقال، تربط النظام الأخلاقي للإنسان بالنظام الكوني… إن لم نقل بالألوهة… وجسرنا إلى تلك الألوهة كان بحسب المصريين القدماء… من خلال ما سبق وأسميناه بـ…

 

11

الحال الوسطى…

الذي تقف فيه تلك النفس، وقد تم “وزن قلبها” وتجاوزت محنتها، مواجِهة أوزيريس… وقد أصبحت… هي هو… وهو هي… متكلمة بلسانه:

“… أنا الطفل الذي يخطو على طريق الأمس… [أنا] الحاضر لأمم وشعوب لا تُعدّ ولا تحصى… أنا الذي يحميكم ألوف ألوف السنين… سواء كنتم من سكان السموات، أو الأرض، أو الجنوب، أو الشمال، أو الشرق، أو الغرب، فمخالفتي في أجسادكم… أنا الذي شكّل كيانه في عينه ولن يموت من جديد… رهبتي في أجسادكم، أما صوري ففي مسكني… أنا الذي لا يمكن أن يعرف، ووجوه الحمر موجهة إليّ… أنا السافر… ولكن الفصل الذي خلق فيه الإله السموات من أجلي ووسّع حدود الأرض وجعل ذريتها عظيمة فلا يمكن أن يُعرف، لكنهم يفشلون ولا يتحدّون من جديد… اسمي يقصي نفسه من كل الأشياء [ومن] الشر العظيم [الذي في] أفواه [البشر] من خلال الخطبة التي ألقيها عليكم… أنا الذي يشرق ويسطع… الجدار الذي يبرز من جدار… واحد أحد مولود من واحد أحد…”

ونعود إلى غ. قولبقجي الذي يقول في المقدمة الرائعة التي عقدها على كتاب الموتى: “… إن قدماء المصريين كانوا يعتقدون بأن الإنسان عندما “يولد” هنا فهو إنما “يموت” عن العالم العلوي. وبالتالي فإن الموت الأرضي هو ولادة جديدة لتلك النفس التي استرجعت شباب ذاتها العميقة. فيتحول ذلك الذي مات هنا إلى “مولود جديد” (ونستذكر هنا ما كان يقول هيراقليطس بأن البشر يحيون بموتهم ويموتون في حياتهم). فـ…

“هوذا الإنسان الذي عبر تلك العتبة قد أضحى وسط ذلك العالم الذي دعاه قدماء المصريين بالإمكانية المطلقة، حيث لاشيء محدد ولاشيء ثابت ومستقر… حيث تحكم كل شيء تلك الحركة الأزلية التي يشبه ظاهرها ذلك القناع الرمزي (كأقنعة آلهة المصريين)…”

إنه عتبة ما نفترضه “كموناً مطلقاً”… ذلك الذي يحيا به تلك الروح التي أصبحت على تماس بباريها… تشعر بكمونه الذي لم تعه إبان حياتها الأرضية، حيث… كان مدفوناً، ربما، في قلب ذلك العمق الإنساني الذي دعاه عالم النفس كارل يونغ ذات يوم بـ”الخافية الجامعة” Collective Unconscious…

فبعد الموت، إن لم نقل بعد مفارقة الجسم الأرضي… تتفجر إمكانات تلك الروح التي كانت تحدها حياتنا المادية… وتمر وسط سلسلة تلك التحولات، إن لم نقل تلك الاختبارات التي ما كان بالإمكان اختبارها ونحن في الدنيا…

 

فصل صدّ التمساح القادم لاغتصاب التعويذة من نو…

“إرجع، عُدْ، ارجع أيها العفريت التمساح سوي؛ لن تتقدم نحوي فإني أحيا بفضل الكلمات السحرية التي بجانبي… للأرض سلطان على فصولها، وللكلمة السحرية سلطان على ما تمتلك، فليكن فيك سلطان على الكلمة السحرية التي هناك. أسناني الأمامية كسكاكين الصوان، وأسناني الخلفية كولاية طوتف… لن تغتصبها أيها التمساح الذي يحيا بواسطة الكلمات السحرية…”

“أنا أمير الحقل، أنا حتى أنا، أوزيريس الذي حبس أباه جب وأمه نوت يوم المجزرة العظيمة. أبي جب وأمي نوت. أنا هوروس بكر أبناء رآ المتوَّج. وأنا، حتى أنا، أوزيريس الأمير الذي يدخل ويعلن القرابين المدوَّنة… أجول في السماء، في الأركان الأربعة فيها، أمد يدي وأقبض على نسائم الجنوب (التي) على شعره. أعطني هواء بين الكائنات الموقرة وبين من يأكلون الخبز.”

ونتوقف هنا قليلاً، حيث من المثير للانتباه، ربما، والداعي للتأمل ذلك التناغم بين تلك الفقرة التي سبق وأوردنا من كتاب الموتى لقدماء المصريين ومن الـباردو تودول التيبتي عموماً… وتلك الفقرة التي أوردنا منه خصوصاً… فالـباردو تودول يتحدث، بلغة أقرب إلى لساننا الحالي، عن ملاحقة الأوهام الناجمة عن الحياة الأرضية لنفس الميت وهي على أعتاب “الحال الوسطى”… كما يتحدث كتاب الموتى المصري عن مواجهة تلك النفس وهي على أعتاب “كمونها المطلق” لصورة ذلك التمساح السعي لاغتصاب تعويذتها… وما “الكمون المطلق” إلا تلك “الحال الوسطى” التي سبق أن تكلمنا عليها… ونكتفي هنا بهذا القدر، مشيرين إلى أن…

السنة عند قدماء المصريين تقول أن “الفقيد”، إذا عرف هذا الفصل، فله أن “يخرج في وضح النهار”، وينهض للسير على الأرض بين الأحياء، ولن يفشل وينتهي أبداً… ونتابع، في عالم نشير إلى أن للقلب فيه مكان الصدارة، إلى جانب التواضع والخشوع لما تمليه الحضرة الإلهية… وتلك قد تكون في “قاعة مآت المثناة”، أي قاعة التجليين الإلهيين المؤنثين إيزيس ونفتيس اللتين ترمزان إلى الحق والصدق…

قلت “ترمزان”… من خلال العقل… العقل الذي يستصرخنا مجدداً للتوقف و… من خلال القلب والحلم للـ…

 

12

عودة إلى سِت…

الذي عاد إلى أصله ولم يعد شيطاناً… ليفسر لنا… مجمل ما أوردنا عن ذاك العالم الذي قضى اليوم، من خلالنا، ولم يعد…

وهو عالم قد يبدو فعلاً متجاوزاً لأي واقع… عالم أقنعة وأسماء تبدو اليوم في منتهى الغرابة، حيث…

هي ذي النفس قد تحررت من ذلك الجسم الأرضي، محافظة على تماسكها، وهي في “حالها الوسطى”، عبر كيان آخر، أثيري etheric، أو بالأصح “نجمي” astral، كان قدماء المصريين يسمونه الـكا… وهو كيان مشابه من كل وجه للجسم الجرمي الأرضي ويحل بعد الموت مكانه أيضاً، كذلك محل الأنا الذهنية أو الـنوخ بحسب قدماء المصريين… ولكن… إذا كانت الأنا ترتكز إبان حياتنا الأرضية الدنيا على ذلك الجسم الأرضي الذي قضى، وتسعى إبانها إلى ذاتنا العميقة، فإن الـكا الذي أضحى يحافظ على توازن الذات بعد الموت الأرضي يسعى نحو الأعالي، أو لنقل الكون الأكبر… ونستذكر متعجبين التوازي الصارخ بين الـكا المصرية وما يدعوه المنقول الهندي بالـبرآنا شريرا، أو الجسم الحيوي… وأيضاً…

في قلب ذلك الـكا يكمن ما يمكن أن نسميه بالـ”روح”، أو الـإيب، المقترنة مع قلب المرء، أو ما كان قدماء المصريين يسمونه الـبا. وأيضاً… خلف الـكا يقف، خائفاً مرتعداً ذلك “الظل” (التعبير لكارل يونغ) الذي كان قدماء المصريين يسمونه الـخَيْبيت، حيث تتجمع بعد الموت تلك الغرائز الحيوانية والمساوئ التي كان يتصف بها المتوفى… ونسجل هنا أيضاً أن ذلك “الظل” (“الشبح”، أو الـخَيْبيت) هو عينه الـسوكشما شريرا sukshma-shariraعند الهنود…
هذا، وقد كان قدماء المصريين يرمزون للـبا بعصفور ذي رأس بشري، مما قد يعني أن تلك الروح العليا التي تقف متوسطة بين الـكا، أو الذات عبر جسمها النجمي، وبين الـخَيْبيت، أو لنقل “شبحها” وقبائحها إبان حياتها الأرضية، والتي تتصف بالقدرة على التحليل… هي التي باتت مرشحة للفناء أو الانعدام، إذا سيطرت عليها الـخَيْبيت، أو… للخلود، إذا تطهرت من خلال أوزيريس وأصبحت خو، أو لنقل نفساً مطهَّرة…

ونسجل هنا أيضاً – لطرافة “المصادفة” – أن تلك الـخو أو النفس الطاهرة، بحسب قدماء المصريين، هي عينها ما يسميه الهنود مَنَس…

وأخيراً، حين يبارك أوزيريس ويكرس في قلبه تلك النفس الطاهرة… فإنها تتحول إلى جسم ممجَّد، أو ساهو، بحسب قدماء المصريين… وهذا عينه ما يطلق عليه الهنود اسم بودّهي… ونسجل هنا أيضاً، لمن يهمه الأمر، أن ذلك الجسم الممجَّد، أو لنقل تلك النفس التي استغرقت في عالم الألوهة هي عينها أيضاً ما كان الكيميائيون الأقدمون يرمزون إليه بـ”حجر الفلاسفة”… أو لنقل، تلك المادة التي عادت أخيراً إلى أصلها… وأمست “عدماً” من جديد…

 

فصل في جعل الـخو كاملاً

“رآ يشرق في أفقه، ومحفل آلهته يتبعه. الإله يخرج من مساكنه الخفية والطعام يتساقط من الأفق الشرقي للسماء بأمر من الإلهة نوت التي تمهد دروب رآ فيطوف عليها الأمير فوراً.

“ارتفع إذن، يا رآ، أيها القاطن في مقامك الإلهي المقدس. سحب الرياح في نفسك، فتنشق ريح الشمال…

“أنت صورة الذهب تلك، وتمتلك بهاء قرص الشمس. رهيب حين تأتي متجدداً كل يوم.

“إيه فالأفق يبتهج، وهتافات الفرح تتصاعد من الصواري، وحين يرى الآلهة القاطنون في السموات الأوزيريس نو، ناظر دار ناظر الختم، الظافر، فإنهم يرفعون إليه تسبيحات كتلك التي تُرفع إلى رآ حيث إنها تليق به.

“أوزيريس نو، ناظر دار ناظر الختم، الظافر، أمير إله باحث عن تاج أررة رآ. وهو الواحد الأحد، قوي في حسن طالعه. في ذلك الجسم السامي، جسم الكائنات الإلهية في حضرة رآ.

“إلى أوزيريس نو، القوي على الأرض وفي العالم الأسفل، الأوزيريس نو القوي كما رآ كل يوم؛ الأوزيريس نو لن يذوي ولن يستلقي بلاحراك في هذه الأرض إلى الأبد. بجماله المثنى سيرى بكلتا عينيه معاً، وسيسمع بأذنيه معاً، حقاً وصدقاً، حقاً وصدقاً…”

 

فصل آخر في جعل الـخو كاملاً…

“أنظري الآن أيتها النجوم الساطعة في عنّو (هيليوبوليس). أنظروا أيها الناس في خر-أحة. لقد ولد الإله واكتملت حباله. وتشبث بقوة بالأداة التي يشق بها دربه. فأوزيريس نو قوي معها لتوجيه أداة الآلهة. الأوزيريس نو قد طلق بها سراح زورق الشمس. وهو يخرج إلى السماء. يطوف مبحراً في السماء. يسافر في مركبه إلى نوت ويرتحل مع رآ…
“كوني معبودة أيتها النفس الإلهية، يا أيتها الموهوبة أكثر من آلهة الجنوب والشمال في بهائها! انظري وانعمي على الأوزيريس نو بعظمة كعظمتك في السماء بين الآلهة؛ خلِّصيه من كل شر ومكروه قد يصيبه من العفريت، وشدي أزر قلبه. وأنعمي بالمزيد، لكي يكون الأوزيريس نو أقوى من الآلهة قاطبة، ومن جميع الـخو، ومن جميع الموتى.

“الأوزيريس قوي وهو ربّ القدرات. الأوزيريس نو هو ربّ الحق والصدق أساس الإلهة أوتشيت. القوة التي تحمي الأوزيريس نو هي القوة التي تحمي الإله رآ في السماء…”
ويتملكنا الخشوع، ونشعر من خلال ذلك الابتهال وكأننا نشارك أسلافنا من أبناء مصر القديمة الصلاة لألوهة كانت، ولم تزل، هي هي منذ الأزل… وإن تغيرت تجلياتها مع العصور ومع البشر…

ومن خلال ذلك الخشوع… ومن خلال بعض الحزن الذي يتملكنا… وقبل إنهاء هذه الدراسة المتواضعة… وقبل أن أودع قارئي… ربما كان من الواجب أن نحاول، من خلال ما سمعنا، طرح…

 

13

بعض التساؤلات…

التي قد لا نجيب عليها…

وأول هذه التساؤلات هو ربما ذلك الذي على كل شفة… يقول: هل كانت ديانة مصر القديمة ديانة وثنية، أم ديانة توحيد، تدعو لإله واحد أحد؟…

ممن خلال كل ما سبق وسمعنا، ومن خلال مستويات وعينا وإدراكنا بوسعنا أن نجيب بما نشاء…

من حيث الظاهر… ومن خلال تعددية عمن ورآ وأوزيريس وإيزيس وست ونفتيس وهوروس وأنوبيس… بوسع من يشاء أن يرميها جازماً بالـ”شرك”، كونها ديانة أوثان… وآلهة عديدة…
لكن، إن كان الأمر كذلك… لماذا يا ترى نرى قدماء المصريين يدعون في صلواتهم – التي استمعنا إلى أضمومة منها مستقاة من كتاب الموتى – المرفوعة إلى عمن-رآ إلههم “… سيد السماء… سيد الأرض… خالق المقيمين في الأعالي وخالق القاطنين في الأعماق… الإله الواحد الذي ولد في بدء الزمان… خالق الأرض ومكوِّن الإنسان…”

ثم، لم يصير رآ تارة ممثَّلاً بأوزيريس وطوراً بسواه؟…
لسنا ندري، وإن كان ست يقول لنا… إن تلك الديانة، التي هي ديانة توحيد من حيث الجوهر، كانت تقبل بتعدد التجليات الإلهية… فما تلك الإلهة التي سمعنا أسماءها سوى تجليات لذلك الكلّ الواحد الأحد… ولكن، ما الذي حصل من إثم؟… ما الذي أدى إلى انهيار تلك الديانة القديمة وزوالها؟…

بحسب الأسطورة التي وصلتنا من الإغريق، نرى وكأن هرمس كان قد تنبأ في حينه بانهيار ما بناه على أرض مصر… يقول:
“أتراك تجهل يا أسكلبيوس أن مصر هي مرآة السماء وأنها الانعكاس السفلي لكل ما تقرره القوى السماوية؟… ولكن، يجب أن تعلم أنه، على الرغم من هذا، سوف يأتي يوم يبدو فيه وكأن المصريين قد اتبعوا بكل تقوى، ولكن سدى، ديانات الآلهة… وأن كل تضرعاتهم بقيت عقيمة لم يستجَب لها… حيث ستتخلى الآلهة عن مصر وستعود إلى السماء تاركة خلفها مسكنها القديم، أرملة بلا دين، محرومة من الوجود الإلهي. عندئذٍ، ستتحول هذه الأرض المقدسة إلى مقابر تعجّ بالأموات. مصر، يا مصر! لن يبقى من دينك سوى نصوص غامضة لا تؤمن بها أجيالك القادمة. لن يبقى سوى كلمات منقوشة على الحجر و… تتحدث عن شيء كان اسمه تقوى…”
ونحن نعلم اليوم – والله أعلم – من خلال مخطوط مصري قديم يدعى بـ”مخطوط لايدي”، نشره أ. هـ. جاردنر عام 1909، أن ثمة شيء ما حصل في حينه… وكانت بداية نهاية تلك الحضارة العظيمة…

أما كيف حصل ذلك؟ ولماذا؟…

فلذلك قصة أخرى…

بالصور.. المشنقة التاريخية التى أُعدم عليها “طومان باى” ورُسل هولاكو

0
0

يبدو المنظر مهيبا عندما تقع عيناك للوهلة الأولى على تلك البوابة الضخمة، فتتوالى فى ذهنك الأحداث، وتختفى من حولك كل مظاهر ومعالم الحياة الحديثة، ولم يبق أمامك سوى تلك المعركة الغير متكافئة التى جمعت جيش يملك من العتاد ما يؤهله لغزو العالم حينها، وآخر لا يعرف من الأسلحة غير السيوف والرماح، أطلال تفوح منها رائحة الدماء وتحوم حولها أرواح قتلى الحرب، فأمام تلك البوابة مات الآلاف وعُلق على أسوارها رؤوس الملوك.

IMG_0332

فبعد موقعتى مرج دابق والريدانية بين العثمانيين والمماليك، وقع السلطان المملوكى طومان باى أسيرا فى أيدى الأتراك الذين استطاعوا السيطرة على القاهرة وإلحاق جيش المماليك هزيمة ساحقة تدمرت على أثرها جيوشهم الجرارة التى أهلكتها الحروب ورجعية حكامها ورفضهم تطوير الجيش وإمداده بالمعدّات والسلاح الحديث الذى امتلكه العثمانيون فى تلك الفترة.

IMG_0337

تم اغتيال طومان باى، وفصل الأتراك رأسه عن جسده، وعلقوها على المشنقة التاريخية الموجودة على سور البوابة من الخارج لمدة ثلاثة أيام متتالية، فعلى تلك المشنقة عُلقت رؤوس رسل هولاكو قائد التتار عندما تحدثوا بشكل غير لائق مع سيف الدين قطز حاكم مصر المملوكى، فلا تزال تلك المشنقة تقطر دماء أسرى وقتلى الحروب التاريخية التى وقعت على مشارف القاهرة القديمة.

IMG_0339

بالأسماء .. التشكيل الكامل للحكومة المصرية الجديدة .. ومفاجآت التغيير الوزاري

0
0

-34 وزارة تضمها الحكومة منها 13 وزيرا جديدا ووزيرة تم تغيير حقيبتها
-إلغاء وزارة الإعلام .. خروج الخارجية .. استحداث وزارة للتطوير الحضارى
-ضم الصناعات الصغيرة للصناعة والتجارة 
-فصل الاستثمار عن الصناعة والتجارة وإعادة فصل التعاون الدولى عن التخطيط 
-لا نواب لرئيس الوزراء .. ونائب لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى 
-4 سيدات داخل التشكيل الحكومى الجديد


شهد تشكيل حكومة المهندس ابراهيم محلب الثانية ، والحكومة الاولى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة مفاجآت فى مقدمتها الغاء وزارة الاعلام وخروج نبيل فهمى وزير الخارجية ليحل محله السفير سامح شكرى سفير مصر السابق فى واشنطن .. واستحداث وزارة للتطوير الحضارى يكون من ضمن مهامها تطوير العشوائيات .. وضم الصناعات الصغيرة للصناعة والتجارة التى يشغلها منير فخرى عبد النور كما تم تقسيم التنمية الادارية على عدة جهات منها مجلس الوزراء والتخطيط ، وكذلك تم فصل الاستثمار عن الصناعة والتجارة واعادة فصل التعاون الدولى عن التخطيط والبحث العلمى عن التعليم العالى.

وجاء تشكيل الحكومة خاليا من تعيين نواب لرئيس الوزراء على عكس ما كان متوقعا كما لوحظ انه ضمن التشكيل جاء تعيين نائب لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى. 

وتضم حكومة محلب الثانية 34 وزارة منها 13 وزيرا جديدا .. ووزيرة تم تغيير حقيبتها من البيئة الى التطوير الحضارى وهى ليلى اسكندر. 

الوزراء المستمرون:
1- الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع
2- اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية
3- الدكتور عادل العدوى وزير الصحة
4- المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان
5- غادة والى وزيرة التضامن
6- هشام زعزوع وزير السياحة
7- حسام كمال وزير الطيران
8- عاطف حلمى وزير الاتصالات
9- شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية
10 - محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم
11- أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى 
12- هانى قدرى وزير المالية
13 – منير فخرى عبد النور وزيرا للصناعة والتجارة والصناعات الصغيرة
14- عادل لبيب وزيرا للتنمية المحلية
15- محمد مختار جمعة للأوقاف
16 – خالد عبد العزيز وزير الرياضة والشباب
17- ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة
18- اللواء إبراهيم يونس وزيرًا للإنتاج الحربى
19 – خالد حنفى وزيرًا للتموين وتجارة داخلية
20 – محمد شاكر وزيرًا للكهرباء

الوزراء الجدد

- د. نجلاء الأهوانى للتعاون الدولى
- المستشار محفوظ صابر للعدل
-المستشار إبراهيم الهنيدى للعدالة الانتقالية
- السفير سامح شكرى للخارجية
- خالد فهمى للبيئة
- شريف حماد للبحث العلمى
- سيد عبد الخالق للتعليم العالى
- جابر عصفور للثقافة
- هانى ضاحى للنقل
- أشرف سالمان للاستثمار
- ممدوح الدماطى للاثار
- حسام مغازى للرى
- عادل البلتاجى للزراعة
- الدكتورة ليلى إسكندر للتطوير الحضرى 

كما تم تعيين الدكتور محمد يوسف نائبًا لوزير التربية والتعليم للتعليم الفنى.

بالصور.. اختراع صيني للمحافظة على نظر أطفال المدارس

0
0
بالصور.. اختراع صيني للمحافظة على نظر أطفال المدارس

إذا أردت التعرف على كل غريب ومثير، فتابع ما يحدث فى الصين، فما زالت الدولة التى يعيش بها ثلث سكان العالم، تمتلك أكثر العقول ابتكارًا.

1464

فى مدارس الصين، اخترعوا بدعة غريبة، وبسيطة للحفاظ على نظر الأطفال.

f94a1f51-14c5-44cb-be89-de6f19bdda56-403x400

موقع ديبلي، أكد أن وجود عارضة حديدية قابلة للتحرك للأمام والخلف، لتظل المسافة بين الكتاب والعين ثابتة طوال الوقت، وهو ما يضمن ألا يرهق الأطفال أعينهم.

e2fbaf46-bb04-411f-a229-5fff8f3a6440-536x400

ويجري اختبار الجهاز الجديد في 19 مدرسة ابتدائية في ووهان، بمقاطعة هوبي الصينية، وقد تم تصميم هذا الاختراع لعلاج قصر النظر، وكان السبب في التفكير في هذا الاختراع أن 90% من الأطفال في الصين لديهم قصر نظر.

وفاة شاب قضى عدة أيام بلا نوم لمشاهدة “المونديال”

0
0

يحرص الشباب هذه الأيام على متابعة مباريات كأس العالم، مشجعين بحماس غير مسبوق، فرقهم المفضلة، ولكن هل يمكن أن تصبح كرة القدم والمونديال سببًا فى موت بعضهم؟

هذا ما حدث بالفعل، مع شاب صيني في الـ25 من عمره يسكن بمدينة “سوزهو” شرق الصين، حيث توفى بعد قضائه عدة أيام بدون نوم لمشاهدة مباريات البطولة العالمية، المقامة الآن بالبرازيل، وقد عثر على جثته بداخل غرفته أمام التلفاز بعد ساعات من مباراة إسبانيا وهولندا.

وبحسب ما ذكر الأطباء فإن موته ارتبط بنقص عدد ساعات النوم، فيما لم يحددوا بعد ما إذا كان سبب الوفاة هو الإنهاك الجسدي أو أزمة قلبية محتملة.

وكان السبب في عدم نوم الشاب هو أن فرق التوقيت بين الصين والبرازيل يصل إلى 11 ساعة مما يضطره إلى السهر لمتابعة المباريات مباشرة ما بين منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي للبلاد.

أقدم “بنطلون” فى العالم صيني.. وعمره 3300 سنة

0
0

الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وأكثرها ازدحامًا بالسكان، حتى أن ثلث العالم يعيش فوق 9.6 مليون كيلومتر مربع فقط، هى المساحة الكلية للصين.

وفى حوض تاريم بمنطقة “شانج يانج”شمال غرب الصين، اكٌتشف بأحد المقابر القديمة، “سروالين”يعود تاريخهما إلى ما قبل 3300 سنة، مما يجعلهما الأقدم من نوعهما فى العالم حتى اليوم.

وحدد العلماء عمر السروالين، عن طريق الرجوع لتاريخ الكربون مؤكدين أن راعيان أو جنديان عمرهما 40 سنة تقريبا، كانا يرتديانهما،  وعلى الرغم من التلف الشديد فى السروالين، احتفظا بشكلها العام حتى اليوم.

حصريا بالصور : الصينيون.. شعب يبيع “الهوا فى أزايز” - In China Chinese residents line up for bags of fresh mountain air then for sale

0
0

لأنها الصين، فهناك كل شىء للبيع حتى الهواء.


ليست عبارة سخرية أو مجرد مثل يطلق على من يبيع الوهم لبنى الأنسان أو يحاول النصب عليه ولكن الواقعة حقيقية حدثت بالفعل فلا تتعجب، قبل أن تعرف أن الصين التى احتلت كل بقاع الأرض ببضاعتها، قررت بالفعل بيع “الهوا فى أزايز”.


ففى محاولة جديدة لكسب المال، قام سكان مقاطعة “هينان”الريفية الصينية بتعبئة “الهواء الجبلى المنعش”فى علب وبيعه لسكان المناطق الصناعية الملوثة بأدخنة المصانع، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذه المناطق تعانى من أزمة بيئية حرجة.


وذكرت صحيفة “إكسبرس”البريطانية أن “دوان جون وي”نائب مدير السياحة بمقاطعة “هينان”قالت إن الدفعة الأولى من زجاجات “الهواء الجبلى المنعش”سوف توزع مجاناً على سكان المناطق الصناعية وبعد ذلك، من يرغب فى تنفس هواء نقى عليه أن يدفع ثمنه.






لماذا يعانى البعض رائحة الفم الكريهة؟

0
0

مشكلة يعانيها الكثيرون، تحمل شعورا مقززا ومنفرا قد يهرب خلاله كل من حولك، ولا حيلة بيدك فيه، نتحدث عن “رائحة الفم الكريهة”.

قد تتكون تلك الرائحة المنفرة فى الصباح قبل تناولك لأى نوع من الطعام، أو بسبب بعض أنواع الأطعمة صعبة الهضم التى التهمها الإنسان فى البارحة، وكذلك بسبب الرائحة النفاذة لبعض الأطعمة الأخرى كالبصل والثوم، إلا أنه على الرغم من سهولة حصولك على نفس كريه، هناك صعوبة كبيرة تقابلنا للتخلص منه.

يلجأ بعض الأفراد إلى غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون أو لطرق المضمضة ببعض أنواع غسول الفم، حتى يزيلون “البلاك”الذى يعد ضمن مسببات الرائحة الكريهة، لأنه عبارة عن بكتيريا غير مرئية تتراكم على الأسنان.

وفى بعض الأحيان يكون السبب وراء تلك الرائحة "تسوس الأسنان"أو كذلك أمراض اللثة، إلا أن أغلب الحالات التى تعانى الرائحة الكريهة للفم يكون أصلها نابع من مشكلات بالرئتين أو الجهاز الهضمى، وكذلك بسبب العدوى النظامية، ووجد بعض الباحثين أن التهابات الجيوب الأنفية وكذلك مرضى السكر يعانون أحيانا رائحة الفم المنفرة

بالفيديو.. بالليمون وزيت الزيتون اصنعى فى منزلك ملمع أثاث طبيعى

0
0

كل قطعة أثاث فى أى منزل تحتاج للتلميع من وقت لآخر حتى تضفى الزهو والرونق على المكان، ونحن جميعا نلجأ إلى شراء الملمعات الاصطناعية الجاهزة دون البحث فى أضرارها ودون البحث عن أى طريقة طبيعية نصنعها نحن، هنا نقدم لك كل هذا.

قبل أن نذهب إلى الطريقة المنزلية السريعة فى تلميع الأساس دعنا نذكر لك أضرار الملمع الاصطناعى على صحتك العامة:

- تراكم نقاط ملمع الأثاث على الأيدى أو سقوطها على الوجه يسبب التجاعيد مع مرور الوقت.
- يحتوى ملمع الأثاث على مشتقات بترولية تؤثر على العين سلبيا خلاف تأثيرها على الجلد.
- يسبب ضيق التنفس وأضرار أخرى على الجهاز التنفسى على المدى البعيد.
- الملمع مذيب عضوى اصطناعى يحتوى على مواد تتسرب إﻟﻰ اﻟﺮﺋﺘﻴﻦ واﻟﺪم فيحدث أﺿﺮار ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺪ واﻟﻜﻠﻰ واﻟﻘﻠﺐ.
- حوالى20% ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺳﺒﺒﻬﺎ هذه اﻟﻤﺬﻳﺒﺎت فهى ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺘﻬﻴﺞ اﻟﺠﻠﺪى أو اﻟﺘﻬﻴﺞ التحسسى.

تعرف معنا على طريقة تصنيع ملمع أثاث طبيعى فى منزلك لتفادى الأضرار الصحية السابق ذكرها:

- عليك بإحضار مجموعة من الليمون ثم عصرها.
- وضع عصير الليمون فى قارورة للرش، ثم اسكبى عليها كوب من زيت الزيتون ورجيها جيدا.
- عليك هنا برش المزيج على قطعة الأثاث لتلميعها فالمزيج قادر على التخلص من الأوساخ بفعل الزيتون وترك لمعة شديدة بفعل الليمون.

شاهد الفيديو:

تخلصى من العرق والدهون والروائح الكريهة ونظفى بوتجازك بـ”قشر الليمون”

0
0

لعصير الليمون فوائد لا حصر لها، ويكفى أنه يشعرك بالانتعاش والنشاط لمجرد استنشاق رائحته، فماذا عن قشرة الليمون بعد عصرها وكيف تستفيد منها؟

لهذه القشرة فوائد واستخدامات أكدها خبراء العلاج، من هذه الفوائد:

* للتخلص من الدهون الموجودة فى الشعر أفركها في فروه الرأس.
- للتخلص من رائحة العرق امسح بفص الليمون مع الجلسرين.
- للقضاء على الدهون والغبار الموجود في الوجه.
- لإزالة الأماكن الداكنة الموجودة بالجسم كالركب والأكواع.
- لتبيض الأسنان والتخلص من طبقة الجير التي تغطي الأسنان.
- التخلص من الروائح الكريهة كالثوم والبصل والزفر الموجود في الدجاج والسمك.
- للتنظيف وتلميع عيون البتوجاز والأطباق، وذلك بوضعه مع الصابون للحصول على نظافة مضاعفة.
- لإزالة البقع الصعبة من الملابس.

الخيار يقتل النمل والمعجون يزيل الحبر.. والفلفل الأسود يخلصك من الفئران

0
0

هناك العديد من المشاكل التى تواجه كل سيدة وربة منزل سواء فى إعداد الطعام أو فى تنظيف وترتيب منزلها والاعتناء بأطفالها فإليك سيدتى بعض المشاكل وحلولها بكل بساطة وبأسهل الطرق والأدوات.

- لتجنب الدموع أثناء تقطيع البصل أمضغى لبان.

- لإزالة اللبان من الملابس: ضع قطعة الملابس فى الثلاجة لمدة ساعة.

- لتبيض الملابس: ضعها فى ماء ساخن وشريحة ليمون لمدة 10 دقائق.

- للحصول على شعر ناعم ولامع: ضعى علية معلقة خل ومشطيه.

- للتخلص من النمل ضع قطعة من الخيار فى حفرة النمل، لأنه يكره رائحة الخيار.

- لإزالة الحبر من الملابس: ضعى فوقه معجون أسنان واتركيها حتى تجف.

- تخلصى من الفئران فى البيت برش فلفل أسود فى الأماكن التى يوجد بها.

- للحصول على أكبر قدر من الليمون عند عصره، ينٌقع فى ماء ساخن لمدة ساعة قبل عصره.

- لتجنب رائحة الكرنب أثناء طبخه، ضع قطعة من الخبز أثناء الطهى.

من هذه الممثلة التى أحبها الفنانون وعشقها الملوك؟!

0
0

يمكنك أن تعرف من هذه الفنانة إذا ركزت فى ملامحها، فهى من الفنانات الفاتنات، اللواتى حققن شهرة واسعة فى وقت قصير للغاية،عشقها الفنانون والأمراء، ورحلت عن عالمنا فى وقت قصير حيث توفيت فى حادثة طائرة، هل عرفت من هى؟!

إنها الفنانة كاميليا (13 ديسمبر 1919 – 31 أغسطس 1950)التى ولدت فى الإسكندرية، ثم احترفت الفن، وارتبط اسمها بالملك فاروق وشاعت بقوة أسرار العلاقة العاطفية العميقة التى حدثت بينهما.

كاميليا

ومن أشهر أعمال كاميليا الفنية: “فاتنة” عام 1948، “آخر كذبة” عام 1950، “المليونير” عام 1950، “قمر 14″، و”أرواح هادمة” و”الستات كدة”. والجدير بالذكر أن كاميليا شاركت أيضا فى فيلم عالمى بعنوان “طريق القاهرة” عام 1950.

التفاصيل الكاملة وراء مصرع كاميليا بدلا من أنيس منصور بحادثة طائرة!



رحلت الفنانة كاميليا فى حادث الطائرة الشهير TWA الذى وقع يوم 31 أغسطس 1950، حيث سقطت الطائرة بالقرب من منطقة الدلنجات فى البحيرة واحترقت تماما وعثر على جثتها متفحمة، ولم يتبق من كاميليا سوى حذائها الستان الأخضر الذى كان بلون الفستان الذى كانت ترتديه وقتها.

وكان الدافع وراء سفر كاميليا إلى الخارج، يرجع إلى إصابتها ببرد شديد ترتب عليه أنها نزفت دم من فمها أثناء تصوير فيلم “صاحبة الملاليم”وبعد استشارة الطبيب فاجأها بأنها معرضة للإصابة بمرض السل ولابد من استشارة الأطباء فى الخارج، لذلك حجزت على الطائرة المتوجهة إلى سويسرا لتستشر الأطباء هناك.

والغريب فى الأمر أن الطائرة التى تحطمت بداخلها كاميليا كانت مكتملة العدد وفى اللحظة الأخيرة اعتذر راكب كان متجها إلى سويسرا عن السفر وأعاد التذكرة إلى شركة الطيران، لذلك اتصلت الشركة بكاميليا لكى تبلغها بوجود مقعد شاغر بالطائرة.

وترددت أقاويل فى ذلك الحين، أن هذا الراكب الذى اعتذر وسافرت كاميليا مكانه هو الكاتب الصحفى الكبير والفيلسوف أنيس منصور.

الطفلة المعجزة “فيروز” من الطفولة المبكرة الى سن الجمال والرقة

0
0

هل تعلم أن صاحبة هذه الصورة حصلت على شهرة واسعة منذ طفولتها ؟!، 

لقبت بـ”الطفلة المعجزة”، وتركت بصمة قوية فى تاريخ السينما المصرية، إنها النجمة فيروز الطفلة التى تألقت فى مجال التمثيل والاستعراض.


فيروز اسمها الحقيقىبيروز ارتين كالفيانممثلة مصريه (ولدت 15 مارس 1943 )، لقبوها باسم شيرلى تمبل المصريه ، غير انور وجدى اسمها للاسم الفنى فيروز. حققت فيروز نجاح كبير و بقت اشهر طفله فى السينما المصريه. اتولدت فيروز لعيله ارمنليه و كان ليها اخوات بنات و صبيان كتار منهم الفنانه نيللى اشهراللى قدموا فوازير رمضان.اكتشف مواهبهاالفنان الياس مؤدب اللى كان صاحب ابوها. تعرفت على جوزها الراحل بدر الدين جمجوم وهى تعمل فى فرقة اسماعيل ياسين وتزوجو و أنجبوا أيمن وايمان.




فيروز شقيقة الفنانة الاستعراضية نيللى، ولدت 15 مارس 1943، اسمها الحقيقى “بيروز ارتين كالفيان”، امتد مشوارها الفنى لمدة عشر سنوات ومثلت فى عشرة أفلام.

1544558_587744244636128_601692180_n


فيروز كرمت سنه 2001 فى مهرجان القاهره السينمائي

أشهر عباراتها

أنت بابا وأنت ماما، وأنت كل حاجة
انا أطئوطة في السر محفوزة نصي نص أط ونصي نص أوطة حزر فزر أبقأى ايه



أعمــــــــــــــــــالها

ياسمين (1950)
فيروز هانم (1951)
الحرمان (1952)
صورة الزفاف (1952)
دهب (1953)
عصافير الجنة (1955)
اسماعيل ياسين طرزان (1957)
أيامي السعيدة (1958)
اسماعيل ياسين للبيع
بفكر فى اللى ناسينى (1959) وهو آخر فيلم مثلت فيه قبل ما تعتزل التمثيل

الزمن يترك بصمته على فاتنة السينما المصرية زبيدة ثروت!

0
0

“زبيدة ثروت”فنانة مصرية اشتهرت بكونها صاحبة أجمل عيون فى تاريخ السينما المصرية، وبدأت التمثيل فى عام 1956 من خلال دور ثانوى فى فيلم “دليلة”.
1234705_522838997841736_5974391242528256397_n
وخلال رحلتها فى عالم الأضواء والشهرة، تركت بصمة كبيرة فى السينما، بفضل أدائها الصادق وتفانيها فى العمل، ولذلك نالت محبة الجمهور حتى أصبحت واحدة من أهم ممثلات جيلها وأبرزهن.

فى الصورة المرفقة تبدو الفنانة الجميلة زبيدة ثروت الملقبة إعلاميا بـ”قطة الشاشة الفضية”فى إطلالات متباينة بين عصر مجدها وبين آثار الزمن التى طبعت ملامحها عليها بعد أن قاربت الـ75 عاما.

نص حوار بيليه وزبيدة ثروت فى مصعد فندق الهيلتون!


تعرفت الفنانة زبيدة ثروت على أسطورة كرة القدم اللاعب البرازيلى بيليه فى فندق هيلتون، وكان بصحبتها الصحفى جميل الباجورى الذى كان مقرر له أن يجرى حوارا معها حول أحد أفلامها.

فجأة لاحظت زبيدة زحاما أمام الفندق، فاعتقدت فى البداية أن هذا الزحام من أجلها ولكنها تداركت الأمر حين تذكرت أنه لا أحد يعلم بموعد وصولها.

ووسط جموع من الناس لاحظت زبيدة وجها أسمر يلتف حوله الناس، فإذا به بيليه ساحر الكرة البرازيلى، فاقتربت زبيدة من هذا الازدحام حتى لاحظ الأسطورة بيليه وجودها، وسرعان ما مد يده لكى يصافح النجمة المصرية زبيدة، ودار بينهما حوار..
بيليه: نحن زميلان!
زبيدة: ولكنى لم ألعب الكرة مرة واحدة فى حياتى.
بليلة: أما أنا فقد مثلت فى البرازيل ثلاثة أفلام.
زبيدة: كيف عرفت إننى ممثلة؟
بيليه: مجرد فراسة فلا يمكن أن تكون من هى فى مثل جمالك إلا وتكون ممثلة، وهمس فى أذنيها وهو يدخل معها فندق المصعد “انتى ممثلة مصرية.. كنت أحسبك فرنسية أو تركية”.
زبيدة: الناس تقول عليك أنك أشهر لاعب كرة فى العالم.
بيليه: لا تصدقى ما يقولونه حتى ترى بعينيك.

سر “شخطة” المخرج محمد كريم فى زبيدة ثروت بفيلم “دليلة”!


من منا يتخيل أن الفتاة الرقيقة رائعة العينين زبيدة ثروت، بدأت حياتها الفنية بمشهد بسيط أمام عبد الحليم حافظ في فيلم “دليلة”عام 1956م، وبسبب أدائها في هذا الدور نالت “شخطة”كبيرة من المخرج محمد كريم!

أجرت أحدى المجلات حوارا فنيا مع الوجه الجديد زبيدة ثروت بعد دورها فى هذا الفيلم فقالت “إن التمثيل ليس سهلا كما تتصور الكثيرات من صديقاتى وكما كنت أتصوره أنا؛ فعندما وقفت أمام الكاميرا فى أستوديو دار الهلال لاختبار فوتوغرافى، أحسست برعدة قوية، مع أننى سبق أن وقفت أمام كثير من المصورين”.

الفتاة ذات العينين الساحرتين أوضحت أن فكرة الاختبار فى حد ذاتها هى السبب فى خوفها وقلقها، فقد كانت تعرف أنهم يختبرونها لمعرفة ما إذا كان وجهها يصلح للشاشة الملونة كصديقة شادية فى فيلم بالسينما سكوب وبالألوان أم لا؟! وكانت خشيتها من النجاح الذى سيجعل منها ممثلة أكثر من الفشل.

وعندما وقفت بعد ذلك أمام الكاميرا الملونة فى الأستوديو الكبير، وعلى مقربة من المخرج العملاق محمد كريم والممثلين وهيئة الإنتاج يشاهدون حركاتها وإيماءاتها، أصبحت تخشى شيئا واحدا، وهو الفشل!

زبيدة أوضحت أنه كان عليها فى اللقطة الاختيارية أن تنظر إلى النجفة وهى تستمع مع شادية إلى عبد الحليم وهو يغنى فى حفلة أغنية “حبيب حياتى”.

وأشارت زبيدة إلى أنه ربما تعتقد الكثيرات أن مثل هذا المشهد من السهولة بحيث يمكن لأى هاوية أن تؤديه بنجاح، ولكن هذا مجرد اعتقاد، لقد أحسست حينئذ بالشفقة على نجوم السينما وعلى الذين يصنعونها.

وتكمل حديثها “كنت أختلس النظر أثناء التصوير إلى المخرج لكى أرى تأثير تمثيلى على وجهى، لأن هذا الاختبار يتوقف عليه مصير هوايتى، وفجأة صرخ المخرج محمد كريم فى وجهى وقال يا أنسة أرجوكِ ما تبصليش؛ فبكيت وكانت هذه الدموع هى ثمن التذكرة التى دخلت بها أستوديو التصوير الكبير”.

مصدر عسكرى: إصابة "مبارك"بكسر في عظمة الفخذ أثناء توجهه لـ"الحمام"

0
0

قال مصدر عسكري لرويترز إن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أصيب يوم الخميس بكسر في عظمة الفخذ الأيسر لكنه غير مؤثر على وضعه الصحي.

ويرقد مبارك (86 عاما)في مستشفى عسكري بالقاهرة وهو محبوس في قضية فساد ويحاكم في قضايا أخرى من بينها قضية تتعلق بقتل متظاهرين ابان انتفاضة شعبية أطاحت به من الحكم عام 2011.

وقال مصدر عسكري كبير من داخل المستشفى "أصيب مبارك اليوم بكسر في أعلى عظمة الفخذ الأيسر بعد سقوطه أثناء توجهه للحمام."

وأضاف أن الكسر "غير مؤثر على وضعه الصحي وهو كسر عادي يحتاج فقط لتركيب مسمار في مكان الكسر."

وقضت محكمة جنايات القاهرة في مايو بالسجن المشدد ثلاث سنوات لمبارك لإدانته بالاستيلاء على أموال عامة خلال حكمه الذي امتد لثلاثة عقود.

بالصور : تنفيذ القصاص بحكم الإعدام داخل سجن الاستئناف على قاتل هبة ونادين نجلة المطربة ليلى غفران

0
0

تم صباح اليوم اسدال الستار على قضية مقتل نجلة المطربة ليلى غفران وتنفيذ القصاص بحكم الاعدام على محمود العيساوى قاتل هبة ونادين نجلة المطربة ليلى غفران بسجن الاستئناف.

وأكد اللواء محمد راتب مساعد الوزير لقطاع السجون بحضور رجال الأمن والنيابة العامة لتنفيذ القرار ونطق المتهم الشهادتين قبل تنفيذ الحكم عليه.

كانت محكمة النقض برئاسة المستشار حامد عبد الله قد قضت بتأييد الحكم بالإعدام علي المتهم بعد أن رفضت للمرة الثانية الطعن المقدم من محاميه.


كارت الإعدام الخاص بالمتهم محمود سيد عبد الحفيظ عياد عيساوي، الشهير بـ"محمود عيساوي"المتهم بقتل هبة ونادين بالشيخ زايد.

بالصور : الهارب بقطر علاء صادق والكاتبة فاطمة ناعوت يتبادلان السباب والشتائم على "تويتر"

0
0

تبادل الناقد الرياضى الهارب من مصر الى قطر علاء صادق والكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، السباب والشتائم عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"وذلك بعد قيام كل منهما بسب الأخر مما أدى إلى ازدياد الوضع سوءا ومداخلة مستخدمى تويتر فى التعليق على حديثهما.


سخر عدد من النشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي«فيس بوك وتويتر»، من الإعلامي علاء صادق، بعد هجوم الأخير على الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت.
وفي تغريدة له على صفحته الشخصية بـ «تويتر»، قال صادق: «العلمانية فاطمة ناعوت امرأة مسلمة في البطاقة عايز دليل على هذا وذاك».
وعلى الفور رد أحد النشطاء على تغريدة صادق قائلاً: «وأنا عايز دليل إنك راجل».


وبدأت المعركة بتغريدة صادق والتى قال فيها : "فاطمة ناعوت تغير اسمها قريبا الى جولدا ناعوت ينياهو"ليتفاجأ برد ناعوت عليه : "إلى علاء صادق الهارب في قطر: هل شطبت مواعين موزة اليوم؟".


وتابعت ناعوت تغريداتها فكتبت : "وناوي ترجع مصر اللي هربان منها امتى يا لص؟ لما تنتهي من مسح بلاط موزة وتركلك بحذائها؟ هل شطبت لها المواعين اليوم؟"

واضافة الى محاولة الهارب علاء صادق سب وشتم الكاتبة فاطمة ناعوت فقد سب المصريون أيضا بقوله "مسلمون على ما تفرج سعداء"ووصف أئمة الأزهر الشريف بقوله : "عمم على رمم فى الأزهر"
Viewing all 6153 articles
Browse latest View live




Latest Images