«علاء»: إرهابيون حاولوا التصالح معنا مقابل ترميم القسم والكنيسة
علاء مكاوى
رداً لجميل الشهيد اللواء نبيل فراج، قال علاء مكاوى، أحد أبناء عائلة «مكاوى»أكبر عائلات كرداسة، فى حوار إنهم بدأوا إجراءات تسمية الشارع الذى استشهد فيه اللواء فراج أثناء اقتحام المدينة، أمس الأول، باسمه، والكوبرى المجاور للمنطقة أيضاً، موضحاً أن تعداد القرية يقرب من 300 ألف مواطن، منهم 500 فقط هم ممثلو الإرهاب الذين روعوا المواطنين طوال الـ35 يوما الماضية، وأن قرار الرئيس المعزول محمد مرسى بالإفراج عن عدد كبير من المطلوبين أمنيا، هو ما ساعد على نشر الذعر فى كرداسة بشكل أكبر، مما جعله يضع المدينة بأكملها ضمن البؤر الإرهابية.
■ حدثنا عن كواليس أحداث الاقتحام؟
- بداية، شأننا كأى مواطن فى كرداسة، نريد أن نسجل تعازينا فى استشهاد اللواء نبيل فراج، وبصفتنا من العائلات الكبيرة بالمنطقة قررنا وضع لمسة تعبر عن مشاعر أهالى كرداسة، بإطلاق اسم الشهيد على الشارع الذى استشهد فيه والكوبرى المجاور له، أما بالنسبة لكواليس الأحداث، فاختصارها فى كلمة واحدة، الناس سمعت كلام الجيش حرفيا بعدم الوجود فى الشرفات وأغلقوا أبوابهم، بفرحة كبيرة، وكأن لحظة الخلاص قد حانت، وما فعلوه بطولى بكل المقاييس.
وبدأنا إجراءات إطلاق اسم الشهيد اللواء على الشارع الذى مات فيه
■ إلى أى مدى تأذى أهالى كرداسة من العمليات الإرهابية الفترة الماضية؟
- تأذى الجميع بشكل كبير، فهناك 300 ألف نسمة جميعهم يبحثون عن الأمن والأمان، شأنهم شأن أى مواطن عادى، وبينهم 500 إرهابى، وللأسف تم وصم المكان بهذا العدد الهزيل، بالطبع الكل كان متأثرا بذلك، وانتظار وصول الجيش والشرطة كان الأمل الأخير لعودة اسم كرداسة كمدينة سياحية من الدرجة الأولى وليست إرهابية كما تصورها البعض مؤخرا.
■ فى رأيك لماذا وصمت كرداسة بالبؤر الإجرامية؟
- لأن سوء حظنا أوقعنا فى فترة عام كامل من حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، قام فيها بكل ما يدمرها ولا يبنيها، فى البداية أفرج عن قيادات الإرهاب، ثم فتح أبواب المعتقلات أمام المطلوبين أمنيا ليخرجوا، وكأنه يأمرهم بممارسة الإرهاب، ولم يعط للداخلية وقارها لضبط الأمور الأمنية، كل ذلك تركز بشكل كبير فى كرداسة لوجود بعض الإرهابيين بها، الذين انتظروا فقط خروج ذويهم للعودة للعمل مرة أخرى.
■ وماذا عن مسئوليتكم كعائلات كبيرة لها كلمتها فى المنطقة؟
- حاولنا الوصول للرئاسة لتوضيح الأمر ولكنه بات مستحيلا، وحادث مجزرة المركز تم بمنتهى القسوة والبشاعة، مع ضباط لم نرَ منهم إلا كل احترام وتقدير، لم يقم واحد منهم باستغلال نفوذه أو اشتباه فى فساده، كلهم كانوا من خيرة الضباط الذين جاءوا بعد 25 يناير.
■ ما الذى كان يدور خلال جلسات كبار العائلات؟
- عرض علينا أكثر من مرة، خاصة فى الفترة الأخيرة بعد المذبحة وحرق الكنيسة، بعض الأفراد المشتبه فى انتمائهم لجماعات إرهابية، قاموا بوساطة أهالى بسطاء لعقد جلسة صلح يطلبون فيها دعمنا كعائلات كرداسة فى مقابل قيامهم بترميم الكنيسة وإعادة بناء مركز الشرطة، ولكننا رفضنا بالطبع، لأن المشاركة تعنى موافقتنا على العمل الإرهابى، «هم يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته!».
■ من طلب ذلك منكم؟
- أهالى بسطاء، ولكننا عرفنا أن من ضحك عليهم هم مجموعة إرهابيين يودون إبعاد الشبهات عنهم ليس أكثر، لكننا حضرنا جلسة واحدة يوم الجمعة قبل الماضية فى المنصورية مع الشيخ عطية عبدالجواد العليمى، عمدة المكان، حضرها أعضاء مجلس الشعب السابقين وقيادات من الجيش والشرطة للتفكير فى وضع حلول للأزمة الأمنية وسيطرة الإرهاب هناك.