كيري تجاهل تعليمات البيت الأبيض أثناء زيارته لمصر ولم ينطق باسم مرسي
أوباما
أزاحت صحيفة ديلي بيست الأمريكية الستار عن خلاف حاد بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومستشار الأمن القومي في إدارة أوباما سوزان رايس بسبب السياسات الأمريكية تجاه مصر.
ونشرت الصحيفة، في تحقيق مطول لها، معلومات تعكس مدى الارتباك الأمريكي تجاه ما يدور في مصر وهو ما تمت ترجمته في سياسة خارجية ضبابية.
وقالت ديلي بيست، إنه قبل زيارة كيري إلى القاهرة في الأسبوع الأول من نوفمبر الجاري كانت هناك تعليمات من البيت الأبيض بتبني لهجة خطاب حادة في التصريحات التي ستصدر عنه داخل مصر، إلا أن كيري تجاهل هذه التعليمات بل وبحسب مصادر الصحيفة الأمريكية فإن كيري لم يقم بإثارة اسم محمد مرسي خلال أي من اجتماعاته مع المسؤولين المصريين، على الرغم من مجيء زيارته قبيل يوم واحد من محاكمة مرسي في جرائم قتل المتظاهرين، وكذلك جرائم أخرى تتعلق بكواليس هروبه من السجن في قضية وادي النطرون الشهيرة.
إدارة أوباما لا تملك رؤية واضحة.. والمصريون يتلقون منها رسائل متباينة
وأضافت الصحيفة، أن كيري وقف بجوار وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ليؤكد على دعم واشنطن لخارطة الطريق ولم يذكر اسم محمد مرسي.
وأوضحت أن الخلاف ظهر بجلاء بعد عودة كيري وقيام مستشار الأمن القومي رايس بعمل تقييم حول الأوضاع في مصر طالبت خلاله بوجود عملية سياسية تشمل جميع المصريين، وأن الإدارة الأمريكية وجدت من الصعوبة التعاون مع الحكومة المؤقتة في مصر على نفس المستوى بعد قتل نحو 1000 مصري في أحداث فض الاعتصامات، ما عكس صعوبة في التعامل مع حكومه تمارس هذا العمل ضد شعبها ولم تتطرق الى عدد من قتلوا وعزبوا على يديهم من أبناء الشعب المصرى ورجال الجيش والشرطة وحرق أقسام وكنائس ومساجد واستهداف للمسيحيون.
وكشفت ديلي بيست أن هذا الخلاف بين كيري ورايس والذي أصبح علنيا إلى حد ما فيما يخص مصر سبقته أزمة مكتوبة عندما طلب البيت الأبيض من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"مراجعة المساعدات التي تقدم إلى مصر، وهنا رجحت الخارجية ومعها البنتاجون الإبقاء على معظم المساعدات في الوقت الذي كان هناك إصرار من جانب البيت الأبيض على وقف المساعدات لحين تحقيق الحكومة المصرية إنجازا نحو الديمقراطية.
ونسبت الصحيفة القول إلى مصادر مقربة من البيت الأبيض بأن "هناك اختلافات حقيقية في نهج الإدارة تجاه مصر بين سوزان رايس وجون كيري، وإذا كان الأمر متروكا لكيري وهيجيل لم يكن هناك أي مساس بالمساعدات".
وأوضحت الصحيفة الفارق بين الأقطاب الثلاثة في الإدارة "سوزان رايس وجون كيري ووزير الدفاع هيجل"؛ إذ قالت إن رايس لديها خبرة في القارة الإفريقية ولديها سجل طويل في التأكيد على حقوق الإنسان والديمقراطية، بينما يؤمن كيري بأهمية ما أسمته الدبلوماسية الاقتصادية والشراكة، في حين يتمتع وزير الدفاع الأمريكي بعلاقات وثيقة مع القادة العسكريين في مصر، وخاصة الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وأشارت إلى أن عدد الاتصالات بين هيجل والسيسي تخطى العشرين اتصالا منذ الإطاحة بمحمد مرسي.
وقالت الصحيفة إن الخارجية الأمريكية تميل نحو الانحياز المؤسسي بمعنى التعامل مع الحكومات والإبقاء على العلاقات حفاظا على المصالح، وإن عدم حديث كيري عن مرسي في القاهرة كان أيضا بهدف عدم تعريض السفارة الأمريكية في القاهرة لأية مخاطر.
وأضافت الصحيفة، أن أجنحة إدارة أوباما جميعها ووفق ما هو معلن عنها من تصريحات، تعمل لتشجيع مصر على المضي قدما نحو الديمقراطية واستكمال خارطة الطريق وانتخاب حكومة مدنية تعبر عن المصريين.
ونسبت الصحيفة لمصدر في الخارجية الأمريكية القول بأن "جون كيري وإن لم ينطق اسم مرسي في الزيارة فإنه أثار مسألة حملات القمع التي تمارس في حق الإخوان المسلمين وأنه طالب بأن يكون الإخوان المسلمين جزءا من عملية سياسية شاملة في مصر مخالفا ضميره ومايراه من أنتهاكات للأخوان تجاه المجتمع المصرى والمصريون جميعا ومحاولاتهم للتوغل فى صميم الدولة ومفاصله والأمن القومى المصرى".
وذهبت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما لا تمتلك استراتيجية طويلة الأجل تجاه مصر ورؤية واضحة تحافظ بها على المصالح الأمريكية مع مصر التي تمثل أهمية استراتيجية لكلا الجانبين وأكثر من ذلك فإن المسؤولين في مصر أصبحوا يتلقون رسائل متباينة من قبل أركان داخل الإدارة الأمريكية.