واشنطن تلمح إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية للجيش الحر قد تستأنف "سريعا جدا". وقصف جوي جديد بالبراميل المتفجرة على أحياء سكنية في مدينة حلب يوقع عشرات القتلى.
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد أن المساعدة الأميركية غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا، والتي علقت قبل أيام بعد سيطرة الجبهة الإسلامية على مخازن سلاح للجيش الحر قد تستأنف"سريعا جدا". وكان مقاتلون من الجبهة الإسلامية، التي تضم التنظيمات الإسلامية باستثناء تلك المرتبطة بالقاعدة، سيطروا على مخازن للجيش السوري الحر على مقربة من الحدود مع تركيا في شمال سوريا.
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا على هذا التطور بوقف إرسال المساعدات غير القاتلة مثل الاتصالات اللاسلكية والآليات إلى الجيش السوري الحر في شمال البلاد. وقال كيري في مقابلة مع شبكة"اي بي سي"الأميركية إن هذه المساعدة يمكن أن تستأنف "سريعا جدا". وأضاف"لكنني أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى".
يستهدف الطيران الحربي باستمرار أحياء سكنية في حلب تخضع لسيطرة كتائب المعارضة
"براميل الموت"تستهدف حلب مجددا
على الصعيد الميداني، قتل 36 شخصا على الأقل الأحد، بينهم 15 طفلا، في قصف جوي للقوات النظامية على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب (شمال)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن القتلى هم "15 طفلا وسيدة واحدة، وشاب في الثامنة عشر من العمر، و18 رجلا"، إضافة إلى "عشرات الجرحى حال بعضهم خطرة".
من جهته، أفاد مركز حلب الإعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين، عن استهداف الطيران المروحي عددا من المناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا. وأشار إلى أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة، ما تسبب بسقوط ضحايا ودمار كبير. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في أحياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الأنقاض بحثا عن ناجين أو قتلى. كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران.
ويأتي هذا القصف غداة قيام الهلال الأحمر بإدخال طعام ومواد طبية إلى سجن حلب المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أبريل الماضي في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن فريق الهلال الأحمر أخرج 15 سجينا ممن شملهم قرار السلطات قبل أيام إطلاق أكثر من 360 سجينا لأسباب "إنسانية". ويعاني السجن، وهو من الأكبر في سوريا ويضم أكثر من ثلاثة آلاف سجين، من أوضاع إنسانية صعبة نتيجة الحصار المفروض عليه لأشهر.
وفي ريف دمشق، قال المرصد بعد ظهر السبت إن عدد المدنيين "الذين قضوا إثر هجوم نفذته جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وكتائب إسلامية مقاتلة صباح الأربعاء على مدينة عدرا العمالية"شمال شرق دمشق، ارتفع إلى "32 شخصا، بينهم طفلان على الأقل وأربع سيدات". وأشار إلى أن غالبية الضحايا "هم من الطائفة العلوية".