بدأت أعمال هدم فيلا«أجيون»التراثية والتي يزيد عمرها على 90 عامًا، الأربعاء، في الإسكندرية، وحاول عدد من الأهالي وقف الهدم قبل أن يتطور الأمر إلى شجار مع عمال الهدم، إلا أن التوقف كان بعد سقطت الفيلا بالكامل.
استغل ملاك المباني التاريخية حالة الانشغال الأمني بالأحداث السياسية وغياب الرقابة من المحافظة والثغرات القانونية التي تساهم في إخراج الفيلات الأثرية من مجلد التراث، وتم هدم فيلا «أجيون»بمنطقة «وابور المياه».
حضر اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، إلى موقع الهدم، لكنه لم يستطع فعل شيء لأنه لم يعد هناك فيلا يمكن الحفاظ عليها أو إنقاذها من البلدوزرات، وقال المحافظ، في تصريحات صحفية، إن أوراق المالك صحيحة والإجراءات التي اتبعها صحيحة، وإن تصريح الهدم الحاصل عليه برقم«م/ ذ/14/42/4»بتاريخ 5 يناير 2014.
وأشار المحافظ إلى أنه سيخاطب الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، لإمكانية ضم الفيلا للمحافظة وترميمها إن أمكن، مشيرًا إلى أن الملاك حصلوا على أحكام بإخراجها من مجلد التراث منذ 3 أشهر، وأنه حاول أن يوقف التنفيذ دون جدوى.
عقد المحافظ مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح الأمر، في النادى الأوليمبي المواجه للفيلا، الذي لم يخرج بعيدًا عن صحة إجراءات الملاك القضائية وصحة التصاريح الخاصة بالهدم وتحذير الخبراء والمهتمين بالتراث من استمرار إخراج الفيلات الأثرية من مجلد التراث، وطالبوا بتشريعات جديدة لوقف هذه المجزرة لفيلات المحافظة.
قال أحد ملاك الفيلا: «لدينا أكثر من 5 أحكام نهائية بإخراج الفيلا من مجلد التراث، لأن إدخالها كان خطًأ من البداية، والقضاء أنصفنا بالإضافة إلى أننا حصلنا على أحكام بالهدم وتراخيص من الحي، ولا يوجد شيء غير قانوني نقوم به، وإلا كانت الشرطة و الحي تدخلا لمنعنا.
من جانبه قال الدكتور علاء الحبشي، المتخصص في تاريخ الفنون، إن الفيلا اسمها «جوستاف أجيون»، من تصميم المعماري الفرنسي أوجوست بيريه، الذي ولد عام 1874، وقام بتشييد هذا البناء عام 1922، وهو أحد أهم وأشهر معماريي العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني، ويزيد عمرها على 90 عامًا.
أضاف «الحبشي»أن الفيلا تحظى باهتمام عالمي، مشيرًا إلى مقال في إحدى الدوريات الفرنسية المهتمة بالتراث العالمي والمخصصة للفنون والأبنية المعمارية ذات التراث الإنساني بعنوان «أنقذوا فيلا أجيون بالإسكندرية»، والمقال مقسم لثلاثة أجزاء، الأول به وصف للمبنى وقيمته المعمارية، والثاني يروي فيه كيف تم وقف الهدم، والثالث يقدم فيه مقترحًا عمليًا من ثلاث مراحل لترميم المبنى وإعادة استخدامه.