من منا لا يعلم قصة شجرة الدر التى جسدت دورها الفنانة تحية كاريوكا فى السينما المصرية، فهى المرأة الحديدية التى خبأت نبأ موت زوجها منعا للفتنة، وهى التى قتلتها جوارى زوجة السلطان لغيرتهن منها وانتقاما لما فعلته، ولكن موت شجرة الدر ليست بأثر القباقيب التى انهالت عليها ولكن بسبب إلقائها من فوق سور القلعة بارتفاع عالى للغاية، قصة موت المرأة الحديدية سنتعرف عليها.
بمجرد انتشار نبأ اغتيال السلطان عز الدين أيبك، راجت الإشاعات وكثرت الظنون فركب المماليك إلى القلعة وحاصروها وقبضوا على الخدم والحريم، ونادى الأمراء المعزية بتولية المنصور على ابن السلطان أيبك.
وبدأ على ابن أيبك الذى لقب باسم “المنصور نور الدين”عام 1257م عهده فى السلطنة بالانتقام لقتل أبيه، فاعتقل شجر الدر مع بعض جواريها فى البرج الأحمر، واستولى المماليك المعزية على جميع ما فى القصر السلطانى واقتسموا جوارى الملكة شجر الدر، التى ظلت تعانى أشد ألوان الهلع والخوف.
وحاول المماليك الصالحية إنقاذها وحمايتها، لأنها جارية أستاذهم فلم يستطيعوا، ثم ذهب المماليك المعزية إلى البرج الأحمر وقبضوا على شجرة الدر وحملوها إلى أم السلطان المنصور لكى تتولى قتلها بنفسها فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت وألقوها من سور القلعة إلى الخندق وليس عليها سوى سروال وقميص فبقيت فيه أياما.
ثم حملت فى قفة ودفنت قرب مشهد السيدة نفيسة الذى لا يزال إلى اليوم بقسم الخليفة بالقاهرة، وهكذا ماتت شجرة الدر بعد أن ظلت سنين طويلة زينة البلاد وصاحبة النفوذ فى مصر، وامتازت بمواهب قلما تجتمع فى امرأة.