
الطاعون.. ذلك الداء الفتاك الذى حذر منه النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- المسلمين، ومن بعده عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عندما فر من الشام بعد أن أصابها هذا “الوباء الأسود”، فسأله أبو عبيدة بن الجراح: أفرار من قدر الله؟، فأجابه عمر: “فرار من قدر الله إلى قدر الله”، ولكن ماذا فعل الطاعون عندما ضرب أهل مصر.
ضرب الطاعون مصر فى عهد الحُكم المملوكى، فى شهر رمضان من العام 881 هجريًّا، ومع قلة الوعى الطبى حينها أخذ الوباء يتزايد بشدّة فى شهر شوال من العام ذاته حتى بلغ ذروته، فقضى على أعداد كبيرة من الأطفال والكبار، فكان من شدّته أنه إذا أصاب شخصًا يموت فى نفس اليوم.
وفى ذى القعدة أخذ الطاعون ينتشر حتى مات بسببه بعض كبار أعيان الدولة، وما يقارب العشرين ألفًا من عامة الشعب من المماليك التابعين للسلطان قايتباى، وانتهى الطاعون بنهاية العام .