ميدان السيدة زينب في يوم ممطر من ايام سنة 1898
كان الخليج المصري يخرج من النيل جنوبي قصر العيني عند السواقي السبع التي تمد القناطر المقامة بجانبها بالمياه إلى القلعة ، ويعرف اليوم مكان هذه السواقي بفم الخليج .
وكان الخليج يسير نحو الشمال الشرقي ثم ينعطف إلى الشرق الجنوبي حتى يصل إلى قناطر السباع حيث ميدان السيدة زينب اليوم ، ثم يعود سيره إلى الشمال الشرقي ماراً غربي بركة الفيل ثم غربي درب الجماميز ثم غربي باب الخرق ثم يخترق سور القاهرة عند باب الشعرية وهو يعرف اليوم بباب العدوي ، ويسير خارج القاهرة إلى جامع الظاهر بيبرس ثم يسير بين المزارع إلى ناحية الزاوية الحمراء والأميرية وسرياقوس والخانكة .
كان يقع إلى غربي الخليج من الشمال ، أرض الطبالة وهي المنطقة التي تحد اليوم من الشمال بشارع الظاهر فشارع وقف الخربوطلي و امتداده حتى يتقابل بشارع مهمشة ، ومن الغرب بشارع غمرة إلى ميدان باب الحديد(رمسيس) حيث كان يجري نهر النيل في العصر الفاطمي . ومن الجنوب بشارع الفجالة ، و من الشرق بشارع الخليج المصري(الكبير) وكانت تقدر مساحة أرض الطبالة بحوالي مائتي فدان ، كان الخليفة المستنصر بالله قد وهبها إلى السيدة نسب الطبالة ، فسميت المنطقة باسمها ، وكانت بها بركة الرطلي ويسمى بها الحي المعروف اليوم .
الخليج المصري سنة 1873 و كان يروي معظم احياء القاهرة
ظل الخليج المصري مستعملاً في إرواء القاهرة و ضواحيها قروناً عديدة ، إلى أن أنشئت شركة مياه القاهرة في عهد الخديو إسماعيل , ومدت أنابيب المياه إلى بعض الأحياء فقلت فائدة الخليج و أصبح ماؤه بها فضلات البيوت المطلة عليه ومياهها القذرة ، وتحول إلى بؤرة للأمراض.
و في عام 1897 تعاونت شركة ترام القاهرة مع الحكومة على ردمه لمد خط الترام الذي كان يصل ما بين غمرة وباب الشعرية والسيدة زينب وشارع مدرسة الطب.
وفي 26 أغسطس 1937 صدر مرسوم بتوسيع شارع الخليج إلى 40 متراً بين السيدة زينب وشارع رمسيس (الملكة نازلي سابقا) و تم تنفيذ بعض أجزائه حتى عام 1954 ثم استكمل العمل بسرعة خلال عام 1955-1956 ، وألغي سير خطوط الترام في هذا الشارع واستبدل بالتروللي باس.
ومنذ ذلك الحين ظهرت للعيان عدة معالم إسلامية كالمساجد والأسبلة ، كانت مختفية داخل الحواري و الدروب.