يتجنبون المقتنيات المادية ويتجولون عراة للانفصال عن الأوهام الدنيوية
ينتشر آكلو لحوم البشر في جميع أنحاء العالم، ويعود انتشار هذه العادة السيئة والمحرمة في الديانات السماوية، بسبب مرض سلوكي لبعض الأشخاص، بالإضافة لعادات بعض القبائل الاعتقاد بأن آكل جثة العدو ينقل قدرتهم القتالية لهم.
ومن أبرز القبائل التي تقدس شعائر آكلي لحوم البشر قبيلة "الأغوري"الهندية، التي تعيش بالقرب من المقابر، يأكلون الجثث البشرية الميتة ويفضلون شرب الماء من خلال جماجم البشر، ويرجع الأصل "الأغوري"إلى "كينارام"وهو رجل زاهد يقال إنه عاش لمئة وسبعين عاما في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
وكلمة أغوري تعني الشجاع وتشير إلى نظرة القبيلة للموت، ويعتقد أن طائفة الأغوري منشقة من طائفة الكابلاكا في القرن الرابع عشر للميلاد، والطائفتان تعبدان الإلهة الهندية شافا، ويؤمن الأغوري بأن آكل لحوم الموتي وشرب الماء في جماجمهم تمنحهم خصائص روحية وجسمية عالية وتطيل العمر وتمنع الشيخوخة.
وتعد قبيلة الأغوري، قبيلة مكروهة في الهند لممارساتها البشعة، بتغطية أجسادهم برماد المحارق البشرية ولاستعمالهم العظام البشرية في طقوسهم وعباداتهم، ويقوم الأغوري بتقطيع الجثة، ثم يصلي عليها ويقدم حصة الإله من الجثة قبل أن يأخذ هو نصيبه منها، ويجتمع نحو 70 ألف أغوري في اجتماع قصري محدد ويبقي في الطائفة لمدة 12 سنة ثم يمكنه بعد ذلك العودة لعائلته.
وكان من أول من مارس أكل لحوم البشر سكان جزر الكاريبي في القرن الخامس، واشتق اسم آكلي لحوم البشر من "Cannibalism"، وعثر في الصين على أول بقايا من العظام البشرية يعود عمرها لنصف مليون عام، وأيضا تشتهر قبائل "المايو"الأفريقية بأكلها للحوم البشر، وفي أمريكا الشمالية تشتهر قبيلة أناسازي بأكلها للحوم البشر، بالإضافة لشهرتها بأنها الأكثر وحشية.
وتعيش الهند مخاوف شديدة، بسبب عادات وتقاليد قبائل الأغوري في مدينة فاراناسي، التي تتغذى على لحوم البشر وتقطن في محارق الموتى؛ بحثًا عن التنبؤات الروحية.
وكشفت هذه القبيلة واكتشاف المزيد عن طريقتهم في الحياة، بصور لا تصدق تظهر هذه القبائل برسومات على وجوهها مع لفات من الخرز على أعناقهم، إذ يعيش أفراد هذه القبيلة الغامضة في المقابر ويقيمون وليمة على لحوم البشر كجزء من طقوسهم، فضلًا عن الشرب من الجماجم البشرية, ومضغ رأس الحيوانات والتأمل في الجثث بحثا عن التأمل الروحي.
و "هناك لغزًا كبيرًا حول هذه القبيلة, يخشى منهم الهنود, إذ يقولون: إنَّه يمكنهم التنبؤ بالمستقبل والمشي على الماء وممارسة أعمال السحر، فضلًا عن الاعتداءات الشريرة"، و هذه القبائل تستخدم مزيدًا من المواد المخدرة "الماريجوانا"مع الكحول والتأمل لمساعدتهم في الوصول إلى حالة من قطع الوغى, وتقديم أنفسهم قربانا من أجل التبجيل لإله الهندوس "شيفا".
وأكد أنَّ قبائل الأغوري يؤمنون بتعميد أنفسهم دون المساس بالآخرين مما يرونه من المحرمات أو الأمور المثيرة للقلق, كما أنهم يعتبرون أنفسهم على الطريق الصحيح لتحقيق التنوير.
و "هم يعيشون في مواقع الحرق في الهند, وفقًا ما قاله الإله شيفا والمعظم كالي؛ ليسكنوا ويتغذوا على ما رمي من جثث الآخرين, وغالبا تحترق الجثث وتنتشر في نهر الجانج المقدس؛ ولكن يتم التخلص من بعض الأجساد من دون حرق كامل, لاسيما أنَّ الأخشاب المخصصة للحرق باهظة الثمن، ولا يستطيع شراءها الفقراء، و يقال: إنَّ الأغوري تجمع بقايا الجثث وتستخدمها من أجل التنوير الروحي وارتداء أجسادهم, واستهلاكها والبناء منها".
"تعتقد قبائل الأغوري بأنَّ اللحم والدم شيء عابر، إذ أنَّ الجسم هو غير منطقي في نهاية المطاف وهم يشددون على هذه الفكرة من خلال عادتهم في السكن في المقابر وبإحاطة أنفسهم بالموت والاضمحلال".
و "قبائل الأغوري تتجنب المقتنيات المادية وغالبًا يتجولون عراة, وهذا يشجع على الانفصال مما يرونه من الأوهام الدنيوية وأفضل معنى لتنقيه جسم الإنسان".
يُذكر أنَّ جذور قبائل الأغوري ترجع إلى القرن السابع عشر في عهد البابا البروتستانتي كينارام، الذي يقال إنَّه بلغ من العمر 170 عامًا.